أعاد القرآن الكريم المنطق الفرعوني بآية أخرى: (ما أريكم إلا ما أرى)!
وهو سار حتى اليوم: الرؤية والقرارات ذات الخطيئة الكبرى وتسويق تبريراتها على عموم الناس ليصدقوها ويتبنوها، بل يدافعوا عنها ما دامت صادرة من طغاة السلطة السياسية، ويقعوا تحت تأثير إعلامهم المكثف والموجه، دون تعقل أو شيء من التدبر أو قراءة بين السطور وما خلفها!
فتعج الأجواء السياسية الإقليمية والعالمية بالأكاذيب والتلفيقات لتبرير دماء الناس والاستيلاء على ثرواتهم وأوطانهم ومسخ ثقافاتهم، ولعل مغامرات الطاغية صدام حسين نموذج معاصر ومكرر لما كان يخترع من توصيفات لمغامراته الدموية فاستخف بأكثرية قوم أمة العرب واستهزأ بهم فصدقوه وأطاعوه!
وحتى على مستوى طغاة الأفراد الذين يستخفون ويستهزئون بعقول كثير من الناس فيختلقون عبر الواتساب والانستغرام وتغريدات التويتر وغيرها فيديوهات وصورا وأخبارا وتحليلات وترهات غاية في الكذب والتلفيق، فيتهافت عليها القوم إعجابا وتصديقا ونشرا دون وعي أو أعمال العقل، فيصيبون الأبرياء وينحدرون بذوق المجتمع أسفل سافلين. ولسان حال هؤلاء الطغاة جميعا: ما أريكم إلا ما أرى!
[email protected]