أكثر من 6 آلاف حديث في المصادر الإسلامية (من الشيعة والسُنّة) تتحدث عن الإمام المهدي عليه السلام، بل جميع الديانات السماوية والوثنية تتحدث عن المنقذ الذي سيعيد السلام إلى الأرض بعد الظلم والجور.
لكن السؤال المُلح، لماذا هذه الغيبة الطويلة؟ ألا يكفي ما يشهده العالم من أنهار الدماء ونيران الحروب وفواجع الكوارث والفساد الأخلاقي والمالي.
ولو أن الجواب أنه أمر في علم الله تبارك وتعالى، لكن يمكن القول بأن التغيير الشامل لهذا العالم يحتاج الى إعداد غير عادي، ليعيش هذا القائد تفاصيل الحضارة الإنسانية، فتعطي هذا القائد قدرة على تقييمها وجميع ملابساتها التاريخية، وانتظارا لوجود البيئة المؤاتية والأنصار، التي تعجل كلها بالنصر والفرج، فتمتلئ الأرض بالعدل كما ملئت بالظلم والجور.
وهذا الانتظار تكرر في نبي الله نوح عليه السلام ليعيش حوالي ألف عام قبل أن تطهر الأرض من الظالمين بالغرق، وكذلك في نوم فتية الكهف أكثر من 300 عام ليشهدوا انهيار ذلك الكيان الظالم الذي كان يطاردهم، ويرفع الله تعالى عيسى إلى السماء - ولا يزال - انتظارا ليوم الفرج لينزل إلى الأرض ويصلي خلف المهدي عليهما السلام في بيت المقدس.
وفي كل الأحوال الله تعالى يمهل ولا يهمل.
انظر مفصلا «بحث حول المهدي» عجل الله فرجه الشريف للشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر.
(15 شعبان ذكرى ولادة الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر عليه السلام عام 255 هـ).
[email protected]