«يعسوب» يطلق على أمير أو قائد النحل، وأصل «الغر المحجل» هي من صفات الفرس الأصيل، الذي يعلو البياض جبهته وأطرافه. وقائد الغر المحجلين يعني قائد المؤمنين النجباء الأتقياء الذين يظهر نور الإيمان والتقوى على وجوههم، وهي من الصفات والمناقب القيادية الكثيرة التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الإمام علي بن أبى طالب عليه السلام، حتى إن بعض ما جاء في حقه كان مثيرا للجدل كوصف الإمام علي بأنه «قسيم الجنة والنار»! فذهب قوم إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مستنكرين هذه المغالاة - كما يتصورون - فقال لهم: وما تنكرون من ذا، أليس روينا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لعلي: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» قالوا بلى. قال: فأين المؤمن؟ قالوا في الجنة قال: وأين المنافق؟ قالوا في النار، قال: فعلي قسيم النار.
سأل الإمام علي عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ (شهر رمضان) فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله. ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: ما يبكيك، فقال: أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد اتبعك أشقى الآخرين يتبع أشقى الأولين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك، فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال: نعم في سلامة من دينك.
(19 من شهر رمضان 40 هـ ذكرى اغتيال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام أثناء صلاة الفجر في مسجد الكوفة، ثم استشهاده في 21 من الشهر الفضيل نفسه).
[email protected]