يقدم علماء الفلك خدمات جليلة لأداء العبادات التي تحتاج إلى توقيت دقيق، كوقت غروب الشمس، ولكن الفقهاء بالشريعة الإسلامية هم من يحددون موعد دخول وقت صلاة المغرب ومعه موعد الإفطار بعد الصوم: هل هو مع فور اختفاء قرص الشمس تحت الأفق، أم بغياب حمرة غروب الشمس المنعكسة جهة الشرق، وهو يعني دخول الليل.
وكذلك الفلك يحدد بالدقة البالغة توقيت ولادة الهلال، ولكن هؤلاء الفقهاء يحددون الآلية الشرعية لإثبات رؤية الهلال لتحديد بداية الشهر الهجري: هل باعتماد الحساب الفلكي المفيد للعلم أو الاطمئنان، أم بالرؤية المباشرة للهلال، وهل تعتمد هذه الرؤية عبر وسائل التكبير والتقريب (كالتلسكوب)، وهل إثبات الرؤية في مكان محدد يعني إثباته في أي مكان آخر في العالم أم يشترط أن يشتركان معا في جزء من الليل على الأقل، أو ما يعبر عنه بوحدة الأفق، أو تعدد الأفق؟
كما أن الادعاء بالرؤية أيا كانت تحتاج الى توثيق شهادة رجلين عادلين (العدالة تعني الاستقامة في جادة الشريعة الإسلامية)، أو عبر الشياع العام المفيد للاطمئنان، (وكلها على تفاصيل في محلها).
في هذه الاتجاهات تتعدد الاجتهادات الفقهية، والتالي ينقسم الناس حسب مرجعيتهم الدينية، ما يعني صعوبة توحيد الأمة على بداية الشهر الهجري، ولا مفر من التأقلم والأعذار المتبادل، ولا مبرر للجدل المتكرر وتسييسه، وتبادل الاتهامات التي تنم عن جهل بالاختلافات العلمية الشرعية.
[email protected]