مع عشية ذكرى الغزو الصدامي للكويت (1990/8/2) نستقبل رفات أسرانا الأعزاء التي اكتشفت مؤخرا مقابرهم الجماعية في العراق، بعد غياب حوالي 30 عاما عانى خلالها أهل الكويت مع ذويهم الحزن واللوعة بفقد هؤلاء الأحبة.
بعد هذه السنوات، تلف هذه الجثامين الطاهرة بأعلام الكويت وهي ترفل بالنصر والعزة، بعد ان قدر الله لها أسباب التحرير، وينتظرهم التكريم والإجلال في وطنهم، والرحمة وحسن الثواب في الآخرة بإذنه تعالى.
بينما صدام حسين الذي كان يتعالى على الناس بجبروته وطغيانه، فقد تهاوى الى أسفل سافلين، يقبض عليه في جحره خاسئا ذليلا، ليعدم وسط لعنات الناس ودعواتهم عليه بسوء المستقر في نار جهنم سعرها رب العالمين، حتى قبره لم يسلم من النبش والتبول عليه (أكرمكم الله) من أقرب الناس إليه!
انتهى المشهد، لكن رسالة الأسرى الأعزاء باقية خالدة جاهرة الى الطغاة: لا تغرنكم الدنيا عندما تزهون بالتسلط على رقاب الناس العزل بالظلم والبطش، تعذبون وتنتهكون الأعراض وتغيبون الأبرياء في غياهب السجون، وتشردونهم عن أحبتهم، يزينها لكم المتزلفون والمترفون من حولكم، لكن الملك عقيم، وغدا سينتصر الحق ويزهق الباطل، وستصب عليكم اللعنات وأنتم تنقلون الى مزبلة التاريخ حقراء سفلة، وان يوم الفصل ميقاتكم، يوم لا يغني عنكم سلطانكم وأعوانكم، يوم ينادى قاصم الجبارين، مبير الظالمين رب الأرباب (خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم.
ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق إنك أنت العزيز الكريم).
[email protected]