يتوجس الناس من كلمة «عبد»! على انها مختصة بعبودية الله تعالى لا شريك له.
ولكن في اللغة العربية تأتي بمعان كثيرة: الطاعة، الخضوع، المحب، الملازم له، غير الحر، من ذوي البشرة السوداء.. الخ، ولذلك نقول طريق معبد، جاء العبد، عتقت العبدة.. الخ.
وأحد نماذج الموالين والمحبين وهو عبد للإمام الحسين ومن أصحابه عليه السلام في واقعة كربلاء: «جون بن حوي» مولى الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري، قد صحب الحسين عليه السلام في سفره الأخير من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق.
وفي يوم عاشوراء استأذن جون من الحسين عليه السلام للقتال، ولكن الإمام رفض طلبه، وعذره قائلا له «انت تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا!».
فوقع جون على قدمي الإمام الحسين عليه السلام، يقبلهما ويقول: «يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم؟!، ان ريحي لنتن، وان حسبي لئيم، وان لوني لأسود، فتنفس علي في الجنة ليطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض لوني، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم !»، فلم يجد الحسين عليه السلام بدا إلا ان يأذن له.
فقاتل جون حتى قتل، فوقف الحسين عليه السلام على مصرعه وقال: «اللهم بيض وجهه، وطيب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد».
ويروى أن بني أسد عندما جاؤوا ليدفنوا الشهداء وجدوا جون بعد أيام تفوح منه رائحة المسك! رضوان الله عليه.
[email protected]