«وهب» شاب كان نصرانيا فأسلم، والتحق مع زوجته وأمه في ركب الحسين عليه السلام الى كربلاء وكان متزوجا حديثا.
وعندما حوصر الحسين عليه السلام هناك من قبل الجيش الأموي، وبدأ القتال ضراوة يوم عاشوراء، حثت أم وهب ودفعت ولدها لنصرة الحسين عليه السلام، وقالت له: قم يا بني فانصر ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: أفعل يا أماه ولا أقصر. فبرز إلى المعركة.
فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة، فرجع إلى أمه وامرأته، فوقف عليهما فقال: يا أماه أرضيت؟ فقالت أم وهب: ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام.
فقالت له زوجته (الكنة): بالله، لا تفجعني في نفسك، فإنّا جديد عهد بالزواج! فقالت أمه: يا بني لا تقبل قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول الله، فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي الله.
فرجع ولم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا واثني عشر راجلا.
فأخذت أمه عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأمي، قاتل دون الطيبين حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا بزوجته (الكنة) كذلك قد حملت عمود خيمة وهي تقول: «لا أدعك حتى أقتل معك..». فتعجب من تغير موقفها، وقال لها: «كنت تمنعيني عن القتال والآن جئتِ تقاتلين معي!»، فقالت له: «لا تلمني إن واعية الحسين (واقلة ناصراه) كسرت قلبي». وفي رواية أن هذه الأم «أم وهب بنت عبد» عندما قتل زوجها عبدالله بن عمر الكلبي وكان من أنصار الحسين عليه السلام، جلست عند رأسه، وهي تقول: هنيئا لك الجنة، ثم ضربت بعمود من حديد في مكانها، فاستشهدت.
وهي أول امرأة قتلت من أنصار الحسين عليه السلام. (انظر كتابنا «خير الأنصار» - 3 طبعات وترجم إلى الإنجليزية).
[email protected]