مع انتهاء مذبحة عاشوراء التي تجاسر بها القوم على سبط وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وابن بنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام، بدأ دور أخته بطلة كربلاء السيدة زينب سلام الله عليها، هذه المرأة التي تعد جبل الصبر وقدوة الرجال والنساء في تحمل المسؤولية، واستثمار الحدث إعلاميا، ليصل صداه اليوم.
تقف أمام المجرمين بشجاعة لتوبخهم على جريمتهم الشنيعة، وترفع جسد شقيقها سيد الشهداء في ميدان كربلاء إلى السماء «اللهم تقبل منا هذا القربان».
وعندما رحلت السيدة زينب عليها السلام وقفت أمام عبيد الله بن زياد والي الكوفة ووبخته قائلة: «الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد، وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا يا ابن مرجانة.. ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج (يعني الفوز) يومئذ، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة!
وفي مجلس يزيد في الشام، خاطبته قائلة «.. ولتردن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته! حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم.. ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكبر توبيخك!!...فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها (أي لا تغسله)، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد!! يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين ! فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة ولآخرنا بالشهادة والرحمة...».
وصدقت بنت رسول الله، ذهب القتلة ومن شايعهم الى مزبلة التاريخ، بينما الحسين لا يزال مدى الزمان مخلّدا.
[email protected]