أيـــام عـاشـــوراء الحسين عليه السلام من الأيام التي تتجلى فيها مظاهر الوحدة الوطنية بأبهى صورها، ويتعاضد المواطنون الشرفاء مع الإدارات الحكومية الأمنية والخدماتية لتأمين وتسهيل إقامة هذه المآتم لسبط النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، مع اعذار الحكومة والمؤسسات الأهلية للموظفين والطلاب عن حضور الدوام الرسمي، مراعاة لمشاعرهم الدينية وللتواجد في مجالس الحسين عليه السلام.
كما يتنافس جيران الحسينيات في افساح المواقف للسيارات امام أبوابهم برحابة صدر، وتقديم كل أشكال العون والدعم، مثلما يتسابق شيوخ أسرة آل الصباح الكرام بتقديم الدعم المادي والمعنوي للحسينيات، تجديدا للتقاليد العريقة التاريخية، في الامتزاج والتوادد بين النسيج الكويتي.
ولم تنس المنابر الحسينية أن تدعو لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمزيد من الصحة والعافية.
كما أن الصحف المحلية واكبت المناسبة عبر تغطيتها الميدانية اليومية ونقل مقتطفات من محاضرات خطباء المجالس الحسينية بمختلف ضواحي الكويت، وأخص هنا بالشكر والتقدير جريدة «الأنباء» التي أفسحت كذلك مجالا للمقالات في صفحة الرأي للكتابة يوميا عن ابعاد كربلاء الحسين عليه السلام يسايرها في ذلك سيل من كلمات المواساة والتوجيه الحسيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني.
إن واقعة عاشوراء المؤلمة ليست فلكلورا سنويا يبدأ لينتهي باليوم والساعة، وإنما هو حدث عالمي وإنساني مستمر لا يتوقف نبضه، به من الرسائل والعظات المتجددة التي تحاكي واقعنا، الذي يشهد يوميا صراعا مريرا بين الحق والباطل، لتدعو لرفض كل أشكال الفساد والظلم، لتتجلى في كل لحظة صرخة الإصلاح الحسينية مدوية:
هيهات منا الذلة، كل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء.
[email protected]