الناس تبدي حبا لحكامها إما خوفا ورعبا من بطشه، أو حبا رسميا يفرضه العرف الاجتماعي، أو حبا تجاريا للتقرب من أجل المصالح الشخصية.
وفي كل هذه الأحوال تخفي الناس انتقادها للسياسة الحكومية مهما قست وتجبرت، وتبدي نفاقا مبطنا تزين لحاكمها الشر، وتمتدح له طغيانه. إلا الأحرار
الذين يتعبدون الله بقول كلمة الحق وممارسة تعديل الاعوجاج في الأمة.
أما الحب الفطري العفوي التلقائي الذي يصل إلى عشق الحاكم كشخص وكأمير بدوافع الوفاء والتقدير، فهو يتحقق في نموذج شعب الكويت وأمرائه من أسرة آل الصباح الكرام. دون أن يمس ذلك حق الشعب في النقد والاعتراض على السياسة الحكومية، فهو حق موثق في دستور الكويت، لا يصادره إلا جاحد ومتجاوز!
ويتجلى الآن جليا في عشق أهل الكويت لأميرهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فقد مرض الشعب عندما ألمت بأميرهم الوعكة الصحية، وعاشوا القلق والأمل.
وقد ابتهل المواطنون والوافدون الشرفاء إلى السماء لينعم الله على سموه بمزيد من الصحة وطول العمر، مثلما انتعش الشعب فرحا عندما أهلت تباشير الصحة والعافية والمعافاة لسموه، ساجدين لله تعالى شكرا وحمدا. وبلا أوامر صارمة ولا توجيهات رسمية، تتزين الأسواق والجمعيات والبيوت والمكاتب بصوره الباسمة ممزوجة بأعلام الكويت فرحا، بعودة سموه سالما غانما.
إنه حب فطري لسمو الأمير الذي كان ولا يزال يجهد نفسه لإصلاح ذات البين في البيت الخليجي، مثلما استطاع بفطنة الربان الماهر أن يقود سفينة الكويت بقلتها وضعفها في خضم مواقف الأمواج الإقليمية المضطربة، والرياح السياسية العالمية العاتية، وتحت ضغوطات الصداقة والأخوة، ليمسك الجادة الوسط، هو مزيج من هموم وحاجات شعبه الوفي بجميع أطيافه، فاحتار فيه الغريب إلى أي من هذا الطيف انتماء أميرهم، وأعجب العالم بحسه المرهف حتى اسبغ عليه لقب أمير الإنسانية. إنه وإنهم هم الكويت وكفى.
[email protected]