كان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، مصيبا في اختيار الآية الكريمة (واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)، في بداية كلمته أثناء افتتاح الدور الانعقادي لمجلس الأمة أمس الأول، للإشارة إلى أن الفتنة والبلاء إذا نزل بسبب الظالمين، فإنه يعم الجميع حتى الصالحين إلا ما شاء الله - كما يقول المفسرون - وهي سنة كونية تعمل في المجتمع الذي ينخر فيه الفساد.
«وإذ ننعم بحمد الله وفضله بوطن جميل، نتفيأ بظلال أمنه واستقراره»، «لنتعظ مما يجري حولنا» - كما يقول سموه - فإن العاقل من اتعظ بغيره، حيث التصعيد العنيف في شوارع الدول القريبة والبعيدة - نسأل الله لنا ولهم العافية - مما شل هذه المجتمعات، وأدخلها في نفق مظلم من عدم الاستقرار، وكانت بدايات أسبابها هو التراخي في التصدي للفساد والحرمنة، وتكريس المحسوبية والواسطات والتجاوز بها عن مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، حتى ضج الناس وثاروا في الشوارع، وخرجوا عن سيطرة السلطات، وباتوا تحت تشجيع واستغلال التدخل الخارجي.
شكر النعم ليس لقلقة لسان، وإنما ما صدقته الجوارح والمواقف، بردع المتجاوز وعدم مساندة الظالم، أو ظهيرا للمجرمين.
والوطن أمانة «ان التاريخ لا يجامل ولا يرحم ولن يغفر لمن يقصر في أداء هذه الأمانة المقدسة» - كما جاء في ختام خطاب سموه.
وصدق الله العلي العظيم بقوله تعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
[email protected]