بعد مقالي الذي نشر في هذه الزاوية بعنوان «يا ليتكم عملتم للوحدة مثل إيران»، والذي نشر يوم الجمعة الماضي، وصل إلى جريدة «الأنباء» الغراء تعقيب عليه من الإعلامي السابق عبدالله ناصر، وجاء تعقيبه كما يلي:
السيد عبدالهادي الصالح، في مقالته يوم الجمعة الماضي في «الأنباء»، نسي مكانته كوزير سابق في الكويت وتحول إلى داعية ومروج لإيران وسياساتها، وقال عنها إنها تسعى للوحدة الإسلامية وإنها في سبيلها أن تكون الدولة الإسلامية العظمى لكل المسلمين.
وتساءل: لماذا تحارب هذه الدولة الإسلامية العظمى في سورية والعراق واليمن وبلدان إسلامية عربية أخرى؟ ولماذا تحارب جوارها الخليجي العربي؟
في سورية مثلا لماذا أرسلت قواتها لمساندة النظام الذي ثار عليه شعبه وانتفض طلبا للكرامة والعيش الشريف؟ من تحارب إيران في سورية؟ التكفيريين كما تسمونهم ومن هم التكفيريون؟ أليسوا من الشعب السوري؟ ومَن مِن الذين تأذوا من إيران وسياساتها لا يتحول إلى تكفيري لصد أذى إيران وأطماعها وسعيها للنفوذ والهيمنة؟ هل من أجل الوحدة الإسلامية يضرب الشعب السوري ويشرد ويهجر من بلده؟
وزاد ناصر في تعقيبه أن مقالي تضمن استهزاء بمن يكيلون الاتهامات لإيران بالتمدد الفارسي والصفوي والمجوسي.. إلخ! مضيفا: لسنا ندري ماذا تسمى تصرفات إيران غير التمدد والتدخل في شؤون الآخرين.. ألم يقل المسؤولون الإيرانيون إن إيران أصبحت تتحكم في أربع عواصم عربية؟
وتساءل: على ماذا تدل المظاهرات والاحتجاجات العارمة في إيران اليوم؟ ولماذا تحدث إذا كانت إيران داعية للوحدة الإسلامية؟
وقال: إن إيران ليست للمسلمين جميعا.. إنها للشيعة فقط، وإلا إذا كانت إيران للمسلمين جميعا فلماذا لا يوجد في عاصمتها مسجد واحد للسنة؟ أليس السنة من المسلمين؟
ولم يكتف ناصر بذلك بل ذهب إلى أن إيران مكروهة عند كل مسلم حقيقي وشريف لا مذهبي وطائفي.. وأن المنطقة لم تعرف هذه الحزازات والتوترات المذهبية إلا حين «هلت» ثورتها الطائفية المذهبية!
> > >
وتعليقي على ذلك: بالطبع نحن نحترم كل الآراء المخلصة والمنصفة، وليس عرض هذا الرد إلا من قبيل الرأي والرأي الآخر الذي تتسع له صحيفة الجميع المشكورة «الأنباء»، ولابد أن يعلم صاحب هذا الرد أنني كوني وزيرا سابقا فذلك يشرفني، ولكن لا يسلب حقي كمواطن يمارس حقه الدستوري في التعبير عن رأيه وفق القوانين ذات الصلة. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل الأحداث التي ذكرها فهي متداولة وأشبعت جدلا إعلاميا، ولكن أنصح بأن ندعو الله سبحانه أن يحقن دماء المسلمين فيما بينهم، وأن تتوحد جهودهم نحو العدو الإسرائيلي اللدود وأعوانه، الذين لا يزالون «يربطون عصاعص» - كما يقول المثل الكويتي - بين شتات الأمة الإسلامية، حتى أصبحت اليوم القيم معكوسة: مقاومة إسرائيل خيانة للأمة! وأن التطبيع معها ضرورة إسلامية! وأصبح تحرير القدس أنشودة في أفواه المجانين!
ولكن القرآن الكريم يستصرخنا (أفنجعل المسلمين كالمجرمين. ما لكم كيف تحكمون).
وما سطرته من رأي في مقالي آنف الذكر، أعتقد أنه منسجم مع السياسة العامة لوطني الكويت الذي يحتفظ بعلاقة صداقة مع إيران.
وما كتبته هو انطباعي عما لمسته عن قرب ومباشرة أثناء تواجدي هناك تلبية لدعوة منظمي المؤتمر.
وأخيرا، وللعلم فأنا عضو في رابطة الصداقة الكويتية - الإيرانية في الكويت.
[email protected]