في دعاء الصحابي الجليل كميل بن زياد: «..اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم. اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم..» مما يشير إلى ارتباط الذنوب بزوال النعم.
الحمد لله خيرات الكويت وأهلها امتدت إلى المعوزين في الداخل وفي العالم الخارجي الشاسع.
لكن ثغرات هنا وهناك تنغص علينا كمال الشكر للمنعم سبحانه وتعالى، ونخشى منها مكاره النقم.
ومن ذلك الحالات الإنسانية لمشكلة «البدون» (مع حفظ الكويت للكويتيين)، تصرح الجهة المعنية بأنها لم تقصر، وتعدد الملايين من الدنانير أنفقت عليهم للتطبيب والتعليم وفتحت لهم مجالات العمل واستخراج الأوراق الثبوتية للأحوال الشخصية. وهم يردون عليها: «نعم هذا صحيح، لكن هذه الحقوق تمنح فقط لمن يقر بأن أباه أو جده من جنسية أخرى، أي يحكم على نفسه بعدم استحقاقه للجنسية الكويتية رغم توفر الشروط المطلوبة».
والأدهى مشكلة المواطنات الكويتيات اللاتي ساقهن القدر للزواج من هذه الفئة، وهذه واحدة منهن كتبت لي تقول: «أنا كويتية الجنسية مادة أولى تأسيس متزوجة من شخص من سنة ٨٣ من فئة البدون والده مواليد الكويت، يتيم وما عنده لا إخوان ولا أخوات، وحيد الوالدين ويحمل إحصاء ٦٥ وكان يعمل بالمستودعات الطبية في صبحان سابقا، وزوجي يعمل بالسلك العسكري من ٨٢ ومن أفراد المقاومة مجموعة (.....)، لي أربعة أولاد وبنتان، من خمس سنوات استدعونا للبصمة للتجنيس واتصلوا علينا وبلغونا أن أسماء عائلتي مشمولة لكن فوجئنا بحصول تغييرات! والأولية لأبناء المطلقات والأرامل.
ومن ثلاث سنوات تم تسجيل أبنائي الثلاث في «الدفاع» بعد مقابلات الجهة الأمنية المختصة، كانت الملفات نظيفة ولله الحمد وليس بها أي شيء من القيود الأمنية، قبل 6 شهور أقدموا على تجديد البطاقات الأمنية والسياسية الجديدة مع شرط التوقيع قبل الاستلام، لنفاجأ بالصدمة الكبرى بأن رب الأسرة الذي خدم 36 سنة في الداخلية وكان الأب مسجلا كـ «كويتي»، ومن بعد الغزو صار غير محدد، والآن صار من الجنسية (....) وأولاده تحت بند «تعديل وضع»، وبناته «بنات كويتية»! يعني تشتت الأسرة إلى جنسيات مختلفة!!
[email protected]