أعلن ترامب في بداية رئاسته لأميركا أنه سينكفئ إلى داخل بلاده، ولن يدخل حروبا نيابة عن الآخرين حماية لأرواح الأميركيين! لكنه أدخل منطقتنا العربية عامة والخليجية خاصة في أزمات متتالية، متدخلا في كل شاردة وواردة، ومنح إسرائيل امتيازات سيادية على حساب الحقوق العربية والإسلامية، وقدم مساعدات للجماعات المسلحة ولحلفائه الذين يخوضون معارك راح ضحيتها آلاف الأبرياء، واصطدم مع إيران بإلغاء الاتفاق النووي ثم استفزازها عسكريا حتى أسقطوا له أحدث طائرة تجسسية، وها هو اليوم يعيد لعبته الخطرة، ولتصدير أزمته الداخلية مع مشروع عزله من منصبه، فيغتال قائد فيلق القدس الإيراني الشهيد قاسم سليماني ذا الأصل العربي الأهوازي مع رفقائه في حربه ضد الدواعش في الحشد الشعبي العراقي وعلى رأسهم الشهيد أبو مهدي المهندس، ليُدخل المنطقة في لهيب الوعد الإيراني المؤكد بالانتقام من الأميركيين.
وأستغرب من الفرحين الشامتين لهذه العملية العسكرية، ونحن الكويتيين تلتقي مصالحنا القومية مع كفاح سليماني والقوة الضاربة للحشد، ألم نكتوِ من الدواعش عندما أوجعوا قلوبنا وأدمعوا عيوننا دماً في شهداء تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام في قلب العاصمة؟ ألم يجعلوا من تضحياتهم سدا منيعا من تسرب الدواعش من العراق إلى دول مجلس التعاون الخليجي! فحموا بلادنا مما كانوا يفعلونه في البلدان الأخرى التي دنسوها، من استحياء نسائهم وذبح أطفالهم، أمام آبائهم وأمهاتهم؟ أليس نحن من يتصدى لإسرائيل في كل المنتديات الدولية منددين بسياستهم التوسعية، ونفضحهم في جرائمهم ضد الإنسانية وبالأخص الإنسان الفلسطيني؟ سليماني كان يعمل على ترجمة هذه المواقف الكويتية النبيلة، ويذلل العوائق المصطنعة للتوجه نحو مقاومة الكيان الصهيوني وإرجاع الديار المقدسة إلى أهلها.. ما لكم كيف تحكون!
ومقابل ذلك، ما مشاريعكم وبدائلكم الواقعية والمحسوسة لمحاصرة الدواعش ولمقاومة إسرائيل المغتصبة لمقدسات المسلمين؟ أم أنكم تناصرون التطبيع المذل ولهذا تشمتون وتفرحون!
[email protected]