حسنا ما نفته رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي من صحة ما تم تداوله حول استخدام قواعد الكويت العسكرية لتنفيذ هجمات ضد إحدى دول الجوار، وهو ترجمة للسياسة الكويتية الحكيمة المتوازنة التي يرسمها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في العلاقات الإقليمية وخاصة في ساعة العسر. ويأتي ذلك عشية الضربة التي نفذتها إيران على القواعد التي تتواجد فيها القوات الأميركية في العراق، ونأمل أن تحترم القوات الأميركية هذه السياسة ولا تورطنا مع إيران، فلا نريد بعد التحرير المشكور- والفضل والحمد لله تعالى-، أن ندخل في نفق الإذلال والاستعباد الأميركي، والذي مهد له الرئيس الأميركي «ترامب» بالمطالبة بـ 50% من الدخل النفطي للكويت!
لكن هذه الضربة يبدو رسالة أولية مفادها لا حصانة للإمبراطورية العسكرية الأميركية! بل الخطر لا زال ماثلا بل يبدو سيطول مع إعلان إيران أن الثأر من الشهيد قاسم سليماني لن يتحقق إلا بطرد أميركا من كافة قواعدها في المنطقة، وهكذا مع إعلان الحشد العراقي انتقاما من شهدائها المرافقين لسليماني مؤخرا، بل إن البرلمان والحكومة العراقيين أبدوا تأييدا صريحا لطرد الأميركيين من أراضيهم.
وهذا يعتبر خسارة جسيمة جدا للمصالح الأميركية في المنطقة لا توازيها أي ضربات عسكرية ضدها، مما يؤكد على تنامي واتساع محور المقاومة ضد تواجدها، وهو الأمر الذي كلفها الشيء الكثير جدا من الأرواح والأموال، وهذا الأمر سيعمل لتطويق ربيبتها إسرائيل، وإسقاط مشاريع التطبيع المذل معها.
[email protected]