هذه السنة الأخيرة، وستعقبها انتخابات مجلس الأمة الجديد المقبل بإذن الله تعالى، ولذلك يسارع بعض النواب إلى تلميع أنفسهم أمام ناخبيهم ولو كلف ذلك من وحدة البلاد الشيء الغالي.
عندما تقلّد بعض الوزراء السابقين والحاليين مناصبهم، انتشرت لهم فيديوهات وتغريدات شخصية قديمة فيها ما يعيب مواقف الدولة، وبآراء حادة، ومع ذلك لم ينبس هؤلاء الأعضاء ومن ساندهم وأيدهم ببنت شفة وتقبلوهم كما هم! ما يثير كوامن الدوافع من وراء اقتراح بطرح الثقة انتقائيا بالوزيرة المستقيلة د.غدير أسيري!
لسنا ممن يتفق مع كثير من أفكارها ومواقفها، ولكن آلية التعامل معها يعد استخفافا بالثوابت الدستورية، واعتبارات النسيج الوطني، بل إن هذا التصرف منهم أرسى سابقتين من الممكن تكرارهما مستقبلا:
1- تعد مزيدا من تقليص حرية الرأي السياسي، فبعد فتح سجون الرأي داخليا، وتشردهم خارج البلاد، الآن يتم التهديد بتجريد الشباب الوطني المخلص الذي لهم آراؤهم السياسية المخالفة من أي مناصب قيادية مستقبلا.
2- تدخل أعضاء مجلس الأمة في اختيارات رئيس مجلس الوزراء وفرض مشاوراتهم لضمان رضاهم عن سيرة المرشحين للمناصب القيادية، وهي غالبا خاضعة لاعتبارات انتخابية محضة.
للأسف، رغم أننا نعيش مناسبة رفع العلم الوطني على أعالي البيوت والمؤسسات، وقد ازدانت بالألوان المضيئة، ورغم كل هذه القصائد والكم الهائل من الأغاني الوطنية، مازالت قرون الطائفية تنطح كل مشروع فيه خير لوحدة النسيج الوطني كالمساواة في مشروع العفو عن المساجين السياسيين، وإنشاء جمعية خيرية للفقه الآخر، حتى هاج عليه الذباب الطائفي بتعمد مبتذل!
[email protected]