برزت أصوات عندنا تنادي مجلس الأمة بعدم تضييع وقته في الشأن الخارجي، ببحث وباء «كورونا» الصيني، والموقف من مشروع «صفقة القرن» الأميركي على الأراضي الفلسطينية! ومع أهمية ووجاهة شؤوننا الداخلية وبالأخص قضايا المتقاعدين المطروحة، لكن ماذا لو تسرب إلينا هذا المرض الفتاك عن طريق العمالة الصينية المتواجدة داخل البلاد، أليس من الحصافة والعقل أن نطمئن للإجراءات الحكومية للاحتراز والوقاية منه؟
وبأي وجه نقابل غدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد فرطنا في حرمه وحرم الأنبياء والرسل في فلسطين، ولم نستجب لنداء القرآن، ولم نكترث لمظلومية المسلمين هناك، إذا لم نستنكر - على الأقل - صفعة «ترامب»! والرسول ينادي: «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»!
ويحفظ لنا تراثنا الإسلامي وقائع تنم عن الخروج من شرنقة الذات والأنانية إلى رحاب المصلحة العامة للأمة، ومن ذلك الصحابية الجليلة فاطمة بنت حزام الكلابية - الملقبة بأم البنين - زوجة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، من بعد وفاة أم الحسنين عليها السلام، فقد دفعت بأبنائها الأربعة وهم (العباس، جعفر، عثمان وعبدالله، رضوان الله عليهم) لمناصرة الحق مع أخيهم من أبيهم الإمام الحسين عليه السلام في معركة كربلاء، وعندما جاء من يبلغها بمقتل أبنائها الأربعة جميعا، وجدها لم تهتم بقدر اهتمامها بأصل القضية العامة التي كان رمزها الإمام الحسين عليه السلام، والتي نكبت الأمة بمقتله، لتشتعل من بعدها الثورات ضد الظلم أينما حل، وحتى الآن.
[email protected]