في الحياة أناس نختلف معهم في توجهاتهم أو آرائهم أو معتقداتهم، لكنهم «بردا وسلاما» على قلبك، فالخير منهم مأمول، والشر منهم مأمون، وأحد هؤلاء هو المرحوم الدكتور الفاضل شملان العيسى، الذي فقدته الكويت قبل بضعة أيام، نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
طالما اختلف مع المتدينين الشيعة والسُنة، لكنه كان يدافع عن الناس أيا كانوا، متى ما وجدت المظلومية! انتقاده لاذع وصريح، لكنه لين وبارد على معارضيه.
كلامه وحركات يديه وصفحات وجهه توحي بطيب قلبه، وبعفويته التلقائية، تخرج من لسانه مصطلحات اللهجة الكويتية، ما يضفي على مستمعيه اللطافة والابتسامة، رغم اختصاصه الأكاديمي في العلوم السياسية، التي لا تعرف الرحمة ولا الشفقة ولا الابتسامة!
والحقيقة، شخصية المرحوم الدكتور شملان العيسى هي بذاتها رسالة لإعادة النظر لكل من يجد في نفسه الحقد الممزوج بالكراهية، والرغبة في السطوة والانتقام ممن يختلفون معهم، وهم دائما عُمياً أمام مساحات الاتفاق، وصُماً عن الكلمات الطيبة. هداهم الله الى سواء السبيل.
نعزي ذويه ومحبيه من المتفقين معه والمختلفين، ورحم الله دكتورنا الفقيد، ذا الشمائل الجميلة حتى سمي شملان العيسى.
رحم الله من أهدى اليه ثواب قراءة الفاتحة ولجميع أموات المسلمين، الا من رأى (من ذويهم) في ذلك بدعة!
[email protected]