«أي شيء لونك؟» اختصرت الى «اشلونك»، واللون هنا يرجع تاريخيا الى العراق عندما أصيب بالطاعون في فبراير سنة 1831م، وكان جسد المصاب - كما ينقل - يتدرج من اللون الأحمر إلى الأصفر، وأخيرا للأزرق وهو الأخطر الذي لا يرجى شفاؤه ! ولذلك كان الناس يحيون بعضهم بالاطمئنان عن مرحلة الإصابة عبر السؤال عن اللون!
في الكويت التي تسرب اليها الطاعون في شهر يونيو من السنة نفسها، يبدو انهم استخدموا نفس التحية بينهم، واستمرت الى اليوم للمبادرة بالسؤال عن الأحوال، بعد السلام والمصافحة: «اشلونك»؟!
الآن التقارب الجسدي هو البلوى في وباء «كورونا». ومع قرب عودة المواطنين العالقين بالخارج، ومنهم الغائبون عن اهلهم وأحبائهم شهور وسنوات، تشتد فيهم عواطف الاشتياق، والرغبة الملحة لإشباعه عبر التقبيل والاحتضان الممزوج بالدموع!
وهنا يكمن خطر انتقال عدوى الكورونا الى المخالطين مع المسافر العزيز القادم من خارج البلاد الذي أصبح اما موبوءا بهذا المرض أو شبيهه.
هناك من يقترح كساء (لحاف) معقم سميك يكون فاصلا بين الام وولدها المُغرَّب! وهذا لم تقره تعليمات السلطات الصحية، بل يجب الامتناع!
والبديل يكمن في كبح جماح هذه العواطف الجياشة، وفي ذلك احياء لباقي الأحباب وللمجتمع بأسره، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.
[email protected]