يؤسفنا هذا التلاسن البغيض المتبادل بين بضعة من الكويتيين والمصريين، انحدرت إلى البذاءة المنافية للغيرة الوطنية!
لن نتنكر للمعلمات المصريات في روضة المهلب وهن يرتدين العباءة احتراما للأعراف الكويتية أيام الخمسينيات، ولا ننسى الصحافة المصرية التي تصل الكويت بصناديق الخشب عبر شق الأنفس، وما زلنا نخشع مع سماع مشايخ قراء القرآن الكريم المصريين عبدالباسط عبدالصمد ومحمود البنا والمنشاوي. وهل يمل الكويتيون مسلسلهم المحبوب «درب الزلق» والذي أخرجه المصري حمدي فريد؟ وهل ننسى دور القاهرة في إدارة القمة العربية لصالح الكويت المحتلة من البعث العراقي عام 1990؟ وكل الشكر للكوادر الطبية المصرية المخلصة.
وهل ينسى المصريون وقوف الكويتيين معهم في دعم التنمية المصرية والمشاريع الإنشائية والتي بلغت حتى الآن آلاف الملايين من الدولارات، وكلها من قوت الشعب الكويتي الذي يرضخ كثير منه تحت الديون والقروض، ومن حساب ادخار أجياله القادمة؟ وأبت النخوة الكويتية إلا أن تشارك بدم أبنائها في حروب المصريين ضد الصهاينة الإسرائيليين، وأن الكويت ساهمت في استيعاب جزء كبير من مشكلة البطالة ودعم العوائل المصرية؟ ليس هذا من باب المنة، ولكن من خلق القرآن (ولا تنسوا الفضل بينكم).
المصريون الذين تقلدوا لدينا مناصب سيادية واستشارية عليا لم يأتوا الكويت على ظهر دبابة او عبر باراشوت، بل كان قرارا كويتيا، لأنه للأسف لا يوثق فيمن يضاهيه او يفوقه علما وخبرة من الكويتيين الذين لا يعرفون لغة «البيه عاوز ايه؟»
وتسريب وباء الدروس الخصوصية من مصر هو بسبب تردي الإدارة التعليمية الكويتية المتراخية من الناظر إلى الوزير!
والعمالة المصرية الهامشية التي تجوب الشوارع وترهق الخدمات والمرافق العامة، في حقيقتها تجارة يدعمها القانون الكويتي غير المكتوب «غض النظر!».
أيها السبابون من الكويتيين والمصريين: دعوها فإنها العصبية المنتنة! وعفوا ألسنتكم، واشغلوا أنفسكم بعلاج عيوبكم وفسادكم الإداري.
[email protected]