بالإضافة إلى الشق السياسي للحذر من التطبيع مع إسرائيل، هناك عوائق الجانب العقائدي الإسلامي، وقد كتب الكثيرون عن تحذير القرآن الكريم من بني إسرائيل وطغيانهم ومكرهم وخياناتهم، وهذه لا يمكن التنصل منها أو تجاوزها إلا من كفر بالآيات القرآنية.
ولا يفيد «لوي» ذراع تفسيرها وتأويلها للانتصار للتطبيع، فالقرآن المجيد يمثل المصدر التشريعي الأول للمسلمين، وهو محفوظ من قبل الله تعالى، لم ولن تمسه أيدي المزورين والعابثين على مدى التاريخ.
وهناك المصدر الآخر وهو السنة الشريفة ممثلة بالأحاديث الشريفة، ومن المعروف أنه جرت محاولات العبث بهذا المصدر لأسباب عديدة، خاصة بعد السماح بتدوين الحديث النبوي الشريف في حقبة من التاريخ بعد منع تدوينه، حيث نشط الوضاعون لتأليف الأحاديث لدوافع عديدة، ولهذا نشأت علوم مختصة تدقق في صحة الحديث من حيث السند والمضمون، وتعددت مستويات توصيف الحديث من حيث درجة الوثوق به من الصحيح إلى الضعيف والموضوع بتعمد.
ومن ذلك ما اصطلح عليه علماء المسلمين أحاديث «الإسرائيليات»، وهي أحاديث مختلقة، مصادرها أعداء الإسلام من اليهود وغيرهم، وهي في الغالب خرافات وأساطير حكاها رموز الإسرائيليات مترجمة، وتنسب إلى الإسرائيلي «أحمد بن عبدالله بن سلام» وبأمر من أحد الخلفاء العباسيين! (انظر: الإسرائيليات في التفسير والحديث، للدكتور محمد حسين الذهبي المصري).
وما زالت الحوزات والجامعات والمدارس الإسلامية، تتداول هذا المصطلح «الإسرائيليات» اهتماما وحذرا من هذه الدسائس الإسرائيلية. فهل التطبيع مع الإسرائيليين يعني إلغاء مثل هذه العلوم الشرعية التي تمثل عقبة كأداء أخرى أمام التطبيع مع الزيف الإسرائيلي التاريخي؟
[email protected]