روى الإمام النسائي بإسناد صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم»، وفي رواية بن ماجه «لزوال الدنيا جميعا أهون على الله تبارك وتعالى من دم امرئ مسلم يسفك بغير حق»، ومن خلال هذه الأحاديث يتبين كم هو دم المسلم له قيمة عند الله، بل إن الله سبحانه وتعالى لا يرضى أن يسفك دم بريء في أي بقعة من بقاع العالم.
إن ما يحدث في سورية من سفك للدماء البريئة، وترويع للآمنين، وقصف بالدبابات والطائرات للبيوت، والقيام بمجازر تقشعر لها الأبدان، وقتل للأطفال لا لذنب سوى أنهم حملوا الخبز لتوزيعه على المحاصرين أمر يهز الجبال الراسيات فكيف لا يحرك شعرة واحدة في الأنظمة العربية واكتفوا بالمجاملات والتفرج على مناظر الدماء وهي تسفك. لقد تحرك العالم بأسره، وتحرك الذين هم ليسوا من جلدتنا ولا ديننا، أوليس من العار ألا يتحرك أبناء جلدتنا؟ وفي أقل الأحوال، وأضعف الإيمان استنكارا يكسر هذا الصمت العجيب؟
لقد تعجب العالم بأسره، واستغربوا أشد الاستغراب ألا يتحرك العرب إزاء هذه المذبحة، بينما يتحرك العالم الغربي بكل هذه الإيجابية؟
حتى جعل رئيس الوزراء البريطاني كاميرون يقول: «من المخجل وغير المقبول إطلاقا أن نرى هذا النظام يقتل هذا العدد الكبير من مواطنيه».
نقول لجميع الأنظمة العربية ان الساكت عن الحق شيطان أخرس، ونذكرهم بأن آلاف النازحين خارج سورية هربا من القصف الوطني الهمجي الذي لا يراعي حتى دماء الأطفال يدعون على الظالم ومن يقف معه. وان مئات الآلاف داخل السجن السوري الكبير قد كسروا الطوق وحطموا قيود الخوف، واليوم هم يخرجون بمئات الآلاف يهتفون وينادون بالحرية، والتاريخ يكتب بأمانة كل موقف شريف، فدعوا التاريخ يكتب بحروف من ذهب أنكم استنكرتم، ووقفتم ضد الظلم، أما الصمت والمجاملة فسيكتبهما التاريخ بطريقة أخرى.
[email protected]