من أجمل ما قرأت في قضايا الصراع وأسبابه في المؤسسات ما كتبه سام ديب وليل سوسمان في كتابهما «الخطوات الذكية» حيث ذكرا أحد عشر سببا من أسباب الصراع، ومن المفيد للمرء التعرف على هذه الأسباب حتى يستطيع الانتباه لها ومحاولة إطفاء نيران الاشتعال في مؤسسته ويبقيها بحالة صحية، يمكنها من الإنتاج:
أولها: التحامل والمحاباة، حيث يعزى الصراع في المؤسسات في أحيان كثيرة إلى العداء الشخصي.
ثانيهما: الطباع الرديئة، يبدو أن هناك شريحة من الناس يعيشون حياتهم وهم يحملون عصا، ويبحثون عمن يقاتلهم.
ثالثهما: الحساسية، فعندما يعاني شخص من انخفاض في معنوياته، أو من شعوره بعدم الأمان أو الاستقرار في حياته فإنه يشعر أن أي نقد يوجه إليه أو أي مواجهة شخصية إنما هو هجوم شخصي عليه.
رابعهما: الاختلاف في المفاهيم، وذلك بسبب الاختلاف في النشأة والثقافة والجنس والتجربة والتعليم والطبقة الاجتماعية والاقتصادية.
خامسهما: الاختلاف حول الحقائق، الحقيقة لا يمكن الاختلاف حولها، لأنه يمكن لأي فرد الرجوع إليها، ولكن عندما يعتقد البعض أن غير الحقيقة حقيقة، فمن هنا ينشأ الاختلاف.
سادسهما: الاختلاف حول الأولويات والأهداف. وهذا واضح في المؤسسات، خاصة في ظل قيادة ضعيفة.
سابعهما: الاختلاف حول الوسائل المتبعة. وهذا واضح في المؤسسات التي يرأسها قادة مركزيون وديكتاتوريون.
ثامنهما: المنافسة على الموارد، فمثلا يتجادل مديران حول مدى حاجة كل منهما إلى تعيين مساعد له أكثر من الآخر أو حول من يجب أن تتم زيادة ميزانيته.
تاسعهما: المنافسة من أجل السيطرة وهذه من أوضح الأمور في مؤسساتنا، حيث يكثر الحسد والإيقاع وحفر الحفر والتزلف من أجل المنصب ثم السيطرة.
عاشرهما: سوء الفهم، فمعظم الذي يبدو صراعا شخصيا ما هو إلا سوء فهم ينقصه المصارحة والجلوس وجها إلى وجه ويتجلى ذلك في الصراع بين الاتجاهات السياسية.
الحادي عشر: التوقعات والآمال التي لم تتحقق. إن معظم الأسباب المذكورة آنفا ناتجة عن عدم تحقيق شخص ما لتوقعات الشخص الآخر منه وعلى سبيل المثال، فإن التوقعات والآمال التي لم تتحقق هي السبب الأول في الكثير من الصراعات الشخصية كالطلاق وصراع الأصدقاء والأشقاء والمدراء مع موظفيهم.
إننا بحاجة للتأمل في هذه الأسباب لمزيد من التقارب والتفاهم، لإنجاح مؤسساتنا، وترميم علاقاتنا الشخصية.
[email protected]
www.albelali.com