تمتلئ صفحات الصحف اليومية بإعلانات المرشحين لمجلس الأمة، وهناك أسماء تقليدية مل الناس من كثرة ما ترى أسماءهم في كل انتخابات وبالرغم من كل ما ينفقه من أموال، فإنهم، وطيلة هذه الفترة، لم يقتربوا حتى من سلم الوصول.
يحس المرء ان هناك حماقة يقترفها بعض من يخوضون هذه الانتخابات، لو انهم «حسبوها صح» لما قرروا النزول، ولو أنهم كانوا صادقين مع أنفسهم، وأبعدوا عنهم الوعود الزائفة لما قرروا النزول، ولكن من الواضح ان كثيرا من هؤلاء لم يحسبها صح، فعدد من يحق لهم التصويت 360 ألف مواطن ومواطنة تقريبا، وهناك خمس دوائر أي ان متوسط عدد المصوتين لكل دائرة تقريبا 60 ألفا تزيد هذه النسبة في دوائر، وتنقص في دوائر أخرى، ولكن هذه النسبة على وجه التقريب فقط، وهذا يعني ان المرشح يحتاج حتى ينجح من 8 الى 12 ألف صوت تقريبا، ويحتاج كلفة مالية لتغطية العشاء اليومي، والإعلانات، ومصاريف المقرات بما يقارب من 100 الى 200 ألف دينار على أقل تقدير، هذا غير التكاليف غير المتوقعة، فهل حسبتها صح قبل قرار النزول؟ هل تملك هذا العدد من الأصوات؟ وهل تملك هذا المبلغ من المال؟
أظن والله أعلم ان المال أسهل بكثير من ضمان الأصوات، وان معظم الذين لم يوفقوا في الفترات السابقة انما كان السبب الرئيسي وراء ذلك هو عدم الحساب الصح للضمانات، واعتمادهم على الوعود الزائفة، والمجاملات التي يتقنها أفراد الشعب الكويتي.
[email protected]