في هذه الايام، ينشط المرشحون لمجلس الامة في زيارة الديوانيات، وعقد الندوات، وتوزيع المنشورات، وتحريك المفاتيح الانتخابية، وكل ذلك النشاط مملوء بـ «وعود وردية» وبعضها خيالية، لكنها تدغدغ مشاعر وأحاسيس المواطنين، ومشكلة المواطنين الاولى انهم ينسون، ومشكلتهم الثانية انهم لا يحاسبون المرشحين الذين انتخبوهم على انجازاتهم، وعن تحقيق وعودهم، ولو ان هذا الكم من الوعود التي قدمها جميع الذين رشحوا انفسهم لمجالس الامة من بداية الستينيات وحتى هذا الزمن تحقق، لأصبح المواطن الكويتي مواطنا فوق العادة «مواطن ديلوكس» او مواطن «5 ستار».
في بداية الستينيات وكنا آنذاك صغارا، عرضت مسرحية «الكويت سنة 2000»، اذ تخيل كاتب المسرحية، وهو في منتصف الستينيات، ما سيحدث في الكويت بعد 40 عاما، وكنا نضحك ونحن نشاهد تلك المسرحية، لما ملئت به من الخيال، بينما كان الكثير منا لم يثمن بيته، ولم يغادر الكويت او يرى بلدا غيره، ولم يملك الكثير منا الحاجة الاساسية للحياة، ولا شك ان بعض التوقعات قد حدثت، الا ان الكثير منها لم يحدث، ويبدو ان الكثير من المرشحين ينتهج نهج مسرحية «الكويت سنة 2000»، حيث يعد المواطنين وعودا هو يعلم انها لا يمكن ان تتحقق، لكنه بهذا يكسب اصوات المواطنين من خلال طرحها، مثل الذي طرح مشروع «الغاء الديون» والذي اسقطه النواب انفسهم قبل ان يرى النور، على الرغم من الضجة التي حدثت بسببه، وانا انصح المرشحين ان يعدوا المواطنين بما اقترحه احد الرؤساء العرب الثوريين ببيع النفط وتوزيع ثمنه على المواطنين، وأنصح المرشحين ان يعدوا المواطنين باقتراح ان يتاح التوزير لجميع المواطنين بالقرعة، وان يعدوهم بإغلاق جميع المستشفيات في الكويت، ويكون العلاج في لندن واميركا على حساب الحكومة، وان يعدوهم بصرف الحكومة تذاكر سفر الى جميع الكويتيين في الصيف ليقضوا اجازة الصيف في بلاد الله الواسعة، بعيدا عن الحر، وان يعدوهم بخصخصة جميع مرافق الدولة للشركات العالمية، وان يقبض كل كويتي راتبه وهو في البيت من دون عمل، هذه بعض المقترحات، واسأل الله ان يفتح عليكم من الوعود ما تكسبون من خلاله كثيرا من الاصوات.
[email protected]