حبيبي وأخي عبداللطيف كم يتيم سيبكي، وكم يتيم سيحزن بفراقك! يرتجف القلم وانا اخط هذه الحروف الحزينة، التي يستعصي على القلم كتابتها، اكتبها وانا ارى وجه اخي الحبيب عبداللطيف الهاجري يشع نورا وعزيمة وهمة عالية في العطاء لله تعالى فما رأيته يوما الا وهو غارق في العمل الخيري، وما رأيته يوما متبرما او ساخطا او مترددا في العطاء هكذا عهدته يعطي عطاء تعجز عن حمله الجبال الرواسي، نعم عندما كنا نسمع في السيرة ان الخليفة الصديق والفاروق بعثا مددا لأحد قادة الجيش الذي يطلب منه المدد فيقول له بعثت لك فلانا، او فلانا من الصحابة بألف رجل، فكنت اقول اين نحن من ذلك الزمان حتى عشت لأرى هذا الزمان الذي ارى فيه رجلا من ذلك الصنف الذي يساوي ألف رجل واكثر، هذا هو عبداللطيف الهاجري لمن لا يعرفه فقد كان الامين العام المساعد للجان الخيرية في جمعية الاصلاح الاجتماعي حيث قضى عمره، منذ نشأته وهو مع شباب جمعية الاصلاح الاجتماعي وفي حلقات العلم والقرآن وتقلب في المحاضن التربوية حتى التحق بالعمل الخيري في بدايات الجهاد الافغاني فكان احد ابرز الاعلام في الاغاثة الافغانية وبعد ان انتهت الحرب الافغانية واصل المسير الذي بدأه ورأى ان همته اكبر بكثير من بلد واحد تلك الهمة الالفية تجاوزت البلد الواحد الى بلاد كثيرة يرعى فيها الايتام والفقراء والمساكين يبني لهؤلاء مركزا ولأولئك مسجدا، ولتلك القرية آبارا ومدارس وجامعات ومراكز تعليم الحرف للفقراء حتى احبه القاصي والداني وكان يتامى تلك الدول يعتبرونه ابا لهم، يشتاقون لزيارته كاشتياق الاطفال لآبائهم كيف لا؟! وقد لمسوا منه تلك العاطفة الجياشة الصادقة والعمل الدؤوب الذي لم يكن يأخذ مقابله مالا بل كان حسبة الله تعالى وتطوعا لا يبتغي غير الأجر من رب العالمين، وليثبت للعالم انه مازال من رجال امة محمد صلى الله عليه وسلم من يعمل بغير مقابل اعمالا تعجز عن حملها الجبال الرواسي لقد كان اخي الحبيب عبداللطيف يشرف على آلاف المشاريع الخيرية ويكفيه شرفا انه قضى زهرة شبابه في العمل الخيري ومات وهو فيه وكان آخر عهده في الدنيا صلاة في احد مساجد الكويت ثم أحس بالتعب وذهب الى مستوصف اليرموك حيث اصيب بهبوط بالضغط ثم فارق الحياة في يوم الخميس 9 مارس 2012. كان يأتي لمكتبه العشرات من شتى بقاع العالم وما كان يرد احدا وكان يشرف على المشاريع الخيرية الخارجية بنفسه ليتأكد من سير العمل، وكان بامكانه ان يجد اعمالا كثيرة خارج العمل الخيري يجني منها الكثير الكثير الا انه اشترى الاخرة وباع الدنيا، رجل كان قلبه معلقا بالعمل الخيري، كان من رجال الآخرة ولكنه كان يعيش بيننا، فما رأيته يوما عابسا، ما رأيته الا مبتسما مرحبا بمن يعرف وبمن لا يعرف، وعندما بدأنا بتأسيس جمعية بشائر الخير وكنا نعاني من قلة الموارد ارشدني لبعض التجار واهل الخير الذين كان لهم الفضل بعد الله في مساندة جمعية بشائر الخير، وما كان يتردد في امر اطلبه منه يتعلق بالعمل الخيري ويقبل عليه بصدر رحب واخلاق عالية وابتسامة لا تفارق محياه، حبيبي عبداللطيف نم قرير العين فقد احبك الجميع وابتسمت للجميع وعملت للجميع ودعا لك الجميع وشيعك الى مثواك الاخير الجميع، فنسأل الله تعالى الذي جمعني معك في الدنيا ان يجمعني معك في الجنة على سرر متقابلين.