عبدالحميد محمد المطر
عندما أرى المغفور له الشيخ عبد الله السالم كم أغبط الذين كانوا حوله والذين عاصروا زمنه لأنني أجده رجلا بسيطا رغم أنه حاكم وكانت الكويت في عهده في أوج عصر النهضة والأمور ميسرة والحالة طيبة، وكان من ضمن إنجازاته خلال فترة حكمه ولادة مولود اسمه «الدستور» حتى لقب هذا الرجل البسيط بـ«أبو الدستور»، هذا الدستور الذي نفتخر بوجوده بيننا وكل يوم نتذكرك يا أبا الدستور لان «الذي خلف ما مات» لأنه في عهدك كانت ولادة أبي القوانين وهو الدستور ونتعهد أمام الله بأننا سنحافظ عليه ونحميه لأن هذا المولود عزيز علينا ومن شخص أعز، وكنت شخصيا من المحظوظين ولي شرف أن أدرس مادة القانون الدستوري عند الفقيه الدستوري الأستاذ د.عثمان عبد الملك الصالح المبيض رحمه الله وكم حببنا هذا الشخص في هذه المادة حتى انه كان يغضب لو فتحنا الدال بدل ضمها عند نطقنا بكلمة الدستور (وكم أتمنى أن ينتبه خصوصا أعضاء مجلس الأمة عند النطق بها) وكان يقول إن الدستور يقبع فوق الهرم القانوني وأنه أبو القوانين وبعدها يرطن باللغة الفرنسية، رحمك الله يا أستاذي الفاضل وهو سليل عائلة تعشق العلم والتعليم حيث إن شقيقته الفاضلة الأستاذة مريم عبد الملك الصالح المبيض أول مدرسة كويتية وفعلا «بيضتوها»، رحمهم الله جميعا، ويتكون الدستور من 183 مادة ويتألف من خمسة أبواب ومن خصائص الدستور الكويتي أنه مكتوب وجامد وأتمنى أن تقوم وزارة التربية بتعليم الطلاب وبشكل مبسط الدستور الكويتي ومبادئه حتى يزرعوا فيهم حب هذا الدستور والمحافظة علية وعلى هذه المكتسبات والتي في أيامنا هذه هناك أبواق تحاول التعدي على الدستور ونقول لهم إنه ليس فقط خطا أحمر بل انه ملك للجميع ولا يخص حاكما فقط دون محكوم أو بالعكس بل انه من صور التعدي على الدستور تهميش دور السلطة التشريعية (مجلس الأمة) والتطاول عليها وتجنيد وسائل الاعلام المريضة لزرع بذرة مريضة في قلوب المواطنين بأن دور مجلس الأمة فقط دور تأزيمي وليس دورا تنمويا أو النيل من بعض أعضائه ونقول لهم (صه) وعلية تبنت كتلة التنمية والإصلاح الاقتراح بقانون بتجريم كل من طالب بحل مجلس الأمة حلا غير دستوري وخيرا فعلت رغم انه ليس هناك هذا المصطلح وهو الحل غير الدستوري لأن الحل يملكه فقط الأمير ولم تنص مواد الدستور على الحل غير الدستوري بالرغم من ذلك هناك خفافيش الظلام تطالب بهذا الحل البدعي بل انه من داخل المؤسسة التشريعية الحالية وفي فترة الحل السابق كان هناك عضو بهذا المجلس يطالب بهذا الحل البدعي.
وأتمنى من مقدمي هذا الاقتراح إضافة كلمة «كل من طالب بالتعدي على الدستور وذلك بحل مجلس الأمة حلا غير دستوري وذلك عن طريق القول او..الخ» لأن هذا الأمر يعتبر تعديا على الدستور بمجرد التفكير فيه فما بالك لو كان عن طريق التصريح، وهناك بعض الكتاب وللأسف الشديد يتهجمون على هذا الاقتراح ونقول لهم «أص.. ولا كلمة..لأن الدستور للجميع حاكم ومحكوم».