طبيعة الإنسان وسلوكه تتغير منها الى الأحسن والأفضل ومنها الى الانحدار والتردي وكلها تعتمد على تربيته داخل أسرته ونوعية أصدقائه وقوة إيمانه واعتماده على رب العالمين، وعلى هذا الأساس فهناك بلدان تطورت وأحدثت الكثير من المشاريع والخدمات التي ساعدت ونهضت في اقتصادها وريحت وشجعت مواطنيها لمزيد من الولاء والانتماء لها.
وهناك بلدان كثر فيها التردي والانحدار والفساد وأثر هذا على اقتصادها وخدماتها ومشاريعها وعلى مواطنيها الذين يغير تعاملهم وسلوكهم وثقتهم بدولتهم وانتشر فيها الفساد والرشاوى وضعف الولاء والانتماء لوطنهم، وصار همهم جمع الأموال بطريقة غير مشروعة ومحرمة شرعا وقانونا ويعملون حسابهم خارج بلدهم في الاستثمار والتجارة وتملك العقارات تحسبا للعيش والسكن فيها.
وخلال السنوات الأخيرة، زاد التوتر والقلق في الكويت واثر على المواطنين الأصيلين الذين يحبون بلادهم ويريدون لها الأمن والأمان والخير والتطور في كافة المجالات المشاريع والخدمات والاهتمام بهم ويدافعون عنها واستشهدوا من اجلها والكثير منهم عمل في الحكومة بجد وأمانة وكفاءة بدون فساد أو تعدّ على القانون وأخذوا رواتبهم بالحلال وهؤلاء وللأسف تمت محاربتهم والضغط عليهم ليكونوا من المفسدين والمرتشين، ولكن إيمانهم بالله والاعتماد عليه استمروا بسجل نظيف ولا يزال هناك قياديون ومسؤولون في الحكومة من الفاسدين يحاربون ويضغطون على هذه الكفاءات والذين يعملون بأمانة وصدق ويحللون رواتبهم علشان يستقيلون أو يتركون أماكن عملهم أو يتقاعدون و«يحطون» مكانهم ربعهم من الفاسدين والمرتشين.
ولذلك انتشر الفساد في الحكومة كما سمعنا ورأينا من إحالات لقياديين للتحقيق بتهمة الفساد وصار لهم سنوات يسرقون المال العام ويوظفون أصدقاءهم الفاسدين وغير كفاءة، وتمت مناقشة هذا الفساد والمفسدين منذ سنوات في مجلس الوزراء ومجلس الأمة، ولكن هل هناك أي نتيجة إيجابية؟ يعني هل تمت السيطرة وتخفيض الفاسدين والفساد؟ ورأيي لا وهذا يتضح من تقرير ديوان المحاسبة السنوي ومن تقرير جهاز المراقبين المالية ومن هيئة مكافحة الفساد.
إذن أين الحل لمحاربة الفاسدين وظهور أسماء وجهات عمل ومبالغ مليارية لم نسمع عنها منذ سنوات وفجأة نسمع عنها وتظهر علنا في مناقشات مجلس الأمة، وهل الحكومة لديها القدرة للتقليل منها على الأقل والقضاء عليها على مر السنوات القادمة ونطمئن عيالنا ذوي الكفاءات الذين يعملون في الحكومة بعدم الخضوع لضغوطات وتصرفات من قياديين فاسدين لأن، وإن شاء الله راح يحين دورهم وتتم إقالتهم من مناصبهم وإحالتهم الى القضاء سواء فاسدين ماليا أو إداريا.
[email protected]