المواطن في أي بلد تتم عنايته والاهتمام به منذ صغره ليكون أساس بناء الوطن وتطويره وخدمة أهلها وتبدأ المرحلة من دخوله المدرسة إلى تخرجه في الجامعة، وهذه المرحلة مشتركة بين أسرته وحكومته بالتربية والتعليم السليم والمبني على السلوكيات والأخلاقيات الإنسانية والإسلامية، وخلالها يتم تثقيفه وتوعيته بكيفية التعامل وخدمة الوطن والمواطن واختيار مستقبله العملي بتخصصات دراسية يحتاج اليها سوق العمل، وأن تكون خلال مرحلة الدراسة تتضمن تدريبا وتأهيلا لمهارات تجعله جاهزا للبدء في حياته الوظيفية.
كثير من الدول اهتمت بهذا الجانب وطورت وثقفت الجانب الاجتماعي للتربية الأسرية بسلوكيات وأخلاقيات مفيدة وإيجابية لخلق إنسان محب لوطنه وأهله، وكما قامت الكثير من الدول بإنشاء جهات وهيئات حكومية تهتم بالمواطن منذ تخرجه إلى تقاعده وحتى بعد تقاعده، أنشأت مراكز وأماكن للاهتمام بالمتقاعد سواء مهنيا أو صحيا أو اجتماعيا، وكل هذا يحقق أمان واستقرار وتطور بلدهم.
لذلك، أقترح على رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، حفظه الله، أن يتم إنشاء وزارة للتخطيط والموارد البشرية تهتم بالإنسان الكويتي في مراحل حياته منذ دخوله المدرسة الابتدائية حتى تخرجه في الجامعة أو الكلية بإدخال مواد تثقيفية وتوعوية يتعلم منها ما هو الوطن وأهميته وعاداته وتقاليده، وأنه مهم في بناء وطنه والمحافظة عليه، وعندما يصل إلى المرحلتين الثانوية والجامعية، يتم شرح له قوانين وقرارات بلده بصورة مبسطة وسهلة التي تهدف الى تحقيق مستقبله الوظيفي والأسري والاجتماعي وتطوير بلده ويصبح عمود بناء الوطن، وبعد تخرجه في تخصصات دراسية توفر له فرصا وظيفية ويدخل في برامج تدريبية وتأهيلية لمستقبله العملي، وكذلك لتطوير الجهاز الحكومي بتحديثه باستمرار بعدد عمالة مناسبة ومنتجة دون تضخم وعدد أجهزة وهيئات ومؤسسات حكومية تمت دراستها من ناحية الهيكل التنظيمي والوظيفي وإجراءات العمل حتى تكون مناسبة لحجم عمل الحكومة ويكون أداؤها إيجابيا ويحقق أهدافه، كما أن وجود دراسات واستشارات واحصائيات مستمرة تجعل الجهاز الحكومي واضحا ويستطيع مجلس الوزراء أخذ القرار المناسب له، وهذه الوزارة يجب أن يكون هيكلها التنظيمي مكونا من ثلاثة قطاعات وهي قطاع التخطيط وقطاع الخدمة المدنية وقطاع القوى العاملة الكويتية، وهذا الاقتراح قد ذكرته سابقا للحكومات السابقة ولمجلس الأمه السابق، وبما أن هدف الحكومة الحالية هو الإصلاح وتصحيح المسار، فهذا الاقتراح سيكون مناسبا لها.
[email protected]