الهياكل التنظيمية لأي جهة عمل سواء شركة أو بنك أو وزارة أو هيئة حكومية تعكس المرآة الحقيقية لما تتضمنه من أنشطة وأعمال ووحداتها التنظيمية وهي البناء الذي تم تقسيمه في مستويات وقطاعات لتحقيق استراتيجيتها وأهدافها في الوضع الحالي والمستقبلي من دون تداخل وازدواجية بين اختصاصاتها وسهولة انسياب إجراءات العمل وبساطته في وقت وجهد قليل، ما يؤدي الى تقديم الخدمة المطلوبة بجودة عالية وأداء متميز.
ولكن وللأسف عندنا الأسس والإجراءات الصحيحة لتصميم الهياكل التنظيمية واعتمادها والتسكين فيها لا تتم بهذه الصورة وإنما برغبة من متنفذين ومصالح شخصية والنتيجة ظهور مشاكل بين القياديين والموظفين والإشراف والمتابعة ومستوى الأعمال وجودتها لعدم وجود الشخص المناسب في المكان المناسب والتخبط في القرارات وعدم العمل بأمانة والتركيز على مصالحهم الشخصية وتنفيع معارفهم وفي النهاية تكتشف الحكومة بعد فترة سرقة ملايين الدنانير ورشاوى وفسادا في هذه التنظيمات وغير هذا تظهر مشاكل وعيوب العمل الذي تم إنجازه سواء مباشرة أو عن طريق مقاولين.
أمطار الخير لم تكشف فساد البنية التحتية فقط وإنما وجود هياكل تنظيمية حكومية غير معتمدة وغير متوافقة مع الأسس التنظيمية الصحيحة تمارس أعمالا فيها ازدواجية وتداخل اختصاصات بين الجهات الحكومية، ما سبب كثيرا من المشاكل عند نزول أمطار الخير، وهذا أشرت إليه سابقا في إحدى مقالاتي بأن اقتراح تأسيس هيئات ومؤسسات حكومية جديدة تحتاج إلى تقييم وتشخيص من كفاءات وطنية مخلصة تقدم لكم النصح والمشورة الخالية من المصالح والمنافع الشخصية والشعبوية والجهات الحكومية الكثير منها تم تأسيسها على هياكل تنظيمية ضعيفة وغير مهنية وسوف ينتج منها مشاكل مستقبلا وهي ازدواجية وتداخل في الاختصاصات وطول إجراءات العمل وتكلفة مالية إضافية على الدولة وفوق هذا ظهور عيوب وأخطاء ما تم عمله وإنجازه من مشاريع فاسدة.
واليوم تقرر الحكومة إلغاء هيئة الطرق بعد سنوات من إنشائها، وذلك بعد نزول أمطار الخير وفي هذه الفرصة يجب الآن على الدولة مراجعة جميع الهياكل التنظيمية الحكومية وخاصة التي تم تأسيسها أو سيتم تأسيسها واتخاذ القرار الصحيح والمناسب لها وليس بعد فوات الأوان وعلى فكرة الدولة دفعت ملايين الدنانير لجلب والتعاقد مع دول وشركات لتنظيف ومسح الكويت من أسلحة وإلغام ومخلفات الغزو العراقي الصدامي وصار لنا سنوات نخيم في البر ولكن كشفت امطار الخير الكثير من الأسلحة والالغام ومخلفات الغزو العراقي الصدامي في البر، والحمد لله انها كشفته قبل موعد التخييم في البر، والله الحافظ.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com