كما تعرفون أن إنجاز المهام في أي عمل منذ زمن طويل يعتمد على الأيدي البشرية، وكلما مرت السنوات بدأت الدول في تصنيع آلات أو معدات تستخدم لإنجاز الأعمال وبتشغيل وإدارة أيد بشرية، وهذا ساعد على إنجاز المهام بعدد أقل من الاعتماد الكلي السابق على الأيدي البشرية بالكامل، ومرت السنوات وبدأت تظهر تكنولوجيا جديدة طورت من إنجاز الأعمال وبعدد أقل من العاملين وأسرع، وباستخدام الكمبيوتر والطابعات والفاكس بدأت بتقليص الدورة المستندية وعدد أقل من الموارد البشرية وهكذا حتى تطورت التكنولوجيا في السنوات الأخيرة باستخدام الانترنت والنظم الآلية بإنجاز وتخليص الأعمال بكبسة زر وبسطت إجراءات العمل واختصرت الكثير من الوقت وأصبح العمل الذي يحتاج الى 10 موظفين الآن يحتاج الى موظف واحد أو اثنين، (وللأسف بعض الحكومات توظف عاملين أكثر من حاجة العمل وبهذا تكون البطالة المقنعة والتي تأخذ رواتب ومكافآت وغيرها من امتيازات من دون عمل حقيقي).
وستزداد البطالة المقنعة والبطالة الحقيقية في المستقبل كلما طورنا التكنولوجيا التي تساهم في أداء مهام وأعمال كثيرة كان الإنسان يقوم بها ومنها الروبوت والنظم والشبكات الآلية المتطورة، ما يعني أننا سنستغني عن ملايين من البشر في أداء هذه الأعمال بتكلفة أقل وإنجاز أسرع ودقة في العمل، وعلى سبيل المثال:
٭ لدى شركات الصناعات التحويلية في الصين، مثل فوكسكون، خطط لاستبدال 1.2 مليون عامل بعمال آليين (روبوت) لتظل قادرة على المنافسة.
٭ ويلحق ارتفاع أجور العمالة، في بلدان مثل فييتنام وإندونيسيا، الضرر بأرباح شركات مثل نايكي التي تبحث بالفعل عن بدائل لاستبدال الأيدي العاملة بأرباح رأسمالية.
٭ ومن المحتمل أن يكون لظهور السيارات ذاتية القيادة آثار ضخمة على الوظائف وخلق فرص العمل.
وتقدر دراسة إجمالي الوظائف المفقودة بسبب قيادة السيارات آليا بنحو 10 ملايين وظيفة في السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة.
ويمكن لتداعيات التحول إلى السيارات ذاتية القيادة أن تحدث أثرا متتابعا على طائفة من الصناعات المساعدة مثل سوق تأمين السيارات، وسوق تمويل السيارات، وصناعة مواقف انتظار السيارات، وسوق قطع غيار السيارات مع توقف الطلب على هذه الخدمات.
٭ وفي حين يجري فقدان الوظائف بسبب استخدام الأنظمة الآلية، فإن مؤيدي وجهة النظر المقابلة يرون أن التقدم التكنولوجي يتسبب في خلق العديد من الوظائف الجديدة.
ويرون أن المكاسب على صعيد الإنتاجية والتكلفة التي تحققت من خلال استخدام الأنظمة الآلية ترتد إلى الاقتصاد بما يساعد المواطنين على الحصول على الخدمات بتكاليف أقل، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة في وفورات المستهلكين وإنفاقهم، ما ينتج عنه المزيد من فرص العمل في سوق السلع الاستهلاكية.
سواء كنا سنواجه خطر تلاشي الوظائف في المستقبل أم لا، فإن مستقبل الوظائف والمهارات يواجه بلا شك تحديات جديدة في عصر الابتكار التكنولوجي الهدام.
وتتطلب هذه الاتجاهات اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب الحكومات للتوفيق بين الوظائف والمهارات لضمان تحقيق الرخاء الاقتصادي المشترك وإتاحة تكافؤ الفرص للجميع.
ورأيي بأن تطور التكنولوجيا في أداء الأعمال باستخدام الروبوت أو النظم الآلية المتطورة فيها مجازفة وخطورة اذا كنا سنعتمد عليها مستقبلا لأن احتمال الاختراق من الهاكرز وارد واحتمال تعطل شبكة الانترنت والأنظمة الآلية التي سيعتمد عليها في إنجاز وتأدية الأعمال وخاصة المهام الحساسة والخطرة التي تمس أمن واستقرار أي بلد وكذلك تمس صحة الإنسان ومعاملاته القانونية والبنكية، ولذلك أنصح بعدم الاعتماد الكلي عليها ويظل الإنسان هو المورد الرئيسي والطبيعي لأداء الأعمال.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com