المهارات التي يتميز بها الكثير من العاملين في كل المجالات الفنية والإدارية والمهنية وغيرها، والتي مكنتهم من القيام بأداء مهام عملهم بأكمل وجه، وتساعدهم في تطوير وتحسين ما يقومون به، لم تكتسب من فراغ وإنما من خلال تدريب فعال، وهذا هو الهدف الرئيسي لأي برنامج تدريبي، من خلال نقل وصقل المهارات اللازمة للعاملين للقيام بمهام عملهم على أكمل وجه وتساعدهم على أداء عملهم بشكل افضل، مما يحسن ويطور الجهة التي يعملون بها.
وهناك كثير من الدول تهتم بتخصيص ميزانية سنوية لتدريب وتأهيل العاملين لديها وخاصة الشباب حديثي التعيين، وذلك بهدف إكسابهم المهارات اللازمة لأداء مهام أعمالهم بالطريقة المطلوبة، وهذا أمر يحتاج إلى اختيار شركات وجهات تدريبية لديها مدربون أكفاء ومتميزون ولديهم سيرة ذاتية مشهود لها بالتدريب الفعال والمفيد للعاملين.
ولدينا في الكويت ديوان الخدمة المدنية المسؤول عن تخصيص ميزانية لتدريب موظفي الدولة في القطاع الحكومي ومؤسسة البترول، لتدريب موظفي القطاع النفطي وهيئة القوى العاملة وتدريب موظفي القطاع الخاص، وكل هذا جيد واهتمام يشكرون عليه.
ولكن ما مدى استفادة هؤلاء الموظفين من حضور برامج تدريبية محلية وخارجية؟ وهل انعكست وأثرت على أدائهم في العمل؟ وهل تحسن مستواهم الإنتاجي والحقيقة؟
من خلال تجربتي السابقة ومتابعتي لكثير من البرامج التدريبية لموظفين، لم أجد أحدا منهم استفاد أو أضاف شيئا على أدائه أو عمله بالمهارات والبرامج التدريبية التي حضرها، بل كانت مجرد إجازة من العمل، وكما ذهب رجع لعمله كما هو.
والسبب في ذلك، هو أن التدريب الذي حضره الموظف ناقص ولم يكتمل ولو حضر جميع أيام الدورة التدريبية وحصل على الشهادة من الشركة أو المدرب، وحسب ما أرى أن التدريب الفعال والذي يحسن من مستوى أداء الموظفين، هو مرحلة ما بعد انتهاء التدريب ورجوع الموظفين لعملهم، وذلك بمتابعة شركة التدريب أو المدرب للموظفين الذين تدربوا لديهم أثناء وجودهم في عملهم لفترة معينة بالتنسيق مع جهة عملهم، وذلك لتقييم ومعرفة مدى استفادة هؤلاء الموظفين من التدريب واكتسابهم المهارات اللازمة وهذا الاجراء لا تقوم به كثير من الشركات التدريبية وإنما تكتفي بتقييم المدرب ومادة التدريب ومكان التدريب فقط.
ولذلك أقترح على الجهات الحكومية المسؤولة عن تدريب الشباب الكويتي حديثي التخرج أو الموظفين العاملين لديهم، بوضع شرط بقيام شركة التدريب بهذا الإجراء الناقص أولا لمعرفة مدى استفادة موظفيهم من تدريب هذه الشركة، وثانيا معرفة وتقييم مدى جدية والتزام شركة التدريب بصقل وتحسين أداء الموظفين الذي يعتبر الهدف الرئيسي لموافقة جهة العمل على حضور هؤلاء الموظفين البرامج التدريبية.
[email protected]