في آخر إحصائية لعدد سكان الكويت بلغ تقريبا 4.770 ملايين نسمة منهم 1.4 مليون نسمة كويتي، و3.4 ملايين وافد، فماذا يعني هذا الرقم الإحصائي؟
بالتأكيد تعني هذه الأرقام، أن هناك مشكلة في وجود أغلب الوافدين، ولكن هل تمت الموافقة عليهم بعد تخطيط ودراسة لاحتياجات الكويت من القوى العاملة، وهل تمت مقابلتهم ومعرفة جميع المعلومات عنهم من قبل الحكومة الكويتية قبل وجودهم في الكويت، وهل قامت الحكومة بمراجعة ومتابعة بما هو موجود ومعرفة أنها بحاجة لهم ليكونوا ضمن القوى العاملة سواء للحكومة أو للقطاع الخاص أو القطاع النفطي، وهل حسبت الحكومة بعد الموافقة عليهم ليكونوا ضمن التركيبة السكانية من أن الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والسكنية وبنية تحتية جاهزة لوجودهم؟
وما لا أعمله هناك، أنه بعد التحرير مباشرة في عام 1991، أكد سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، أن هذا الوقت المناسب لتعديل التركيبة السكانية وأن تكون بنسبة 70% كويتيين و30% وافدين، وليس العكس.
ولكن ما حدث بعدها، هو قيام الكثير من الشركات في القطاع الخاص بجلب عمالة وافدة بأعداد هائلة بعضها لحاجة العمل والأغلب لنشره في الكويت ليصبح عمالة هامشية، وهذا كان بموافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الداخلية.
وكان من الواضح للشارع الكويتي أن هناك عمالة سائبة هامشية موجودة في شوارع الكويت تنتظر تكليفها بعمل وهذه جاءت بدفع مبالغ كبيرة للشركات التي جلبتها مقابل الدخول للكويت، مما يعني أن هناك تراخيص شركات وهمية وفاسدة وبها متنفذون ليس لها عمل غير جلب العمالة الوافدة مقابل دفع مبالغ للشركة قبل دخولهم الكويت.
وهناك شركات تعاقدت لعمل خدمات حكومية مثل النظافة والزراعة والحراسة وغيرها، ولكن للأسف اغلبهم بعدد أكثر من الحاجة وعلى سبيل المثال، هذا ما شاهدته بنفسي والكثير من الشعب الكويتي بعمال النظافة الذين يتواجدون في مناطق الكويت وخاصة السكنية، حيث لا نراهم يقومون بعمل جاد طوال ساعات العمل، وانما كل واحد منهم متمركز في جانب من المنطقة السكنية وينتظر من الكويتيين أن يقدموا لهم اكلا وشربا وفلوسا، يعني شغل «الطرارين».
هذه المشكلة منذ سنوات ولم نجد الحل لها لا عن طريق الحكومة ولا عن طريق مجلس الأمة، لأن فيها متنفذين وفاسدين لن تقدر عليهم مع أن ظهرت الكثير من المشاكل بسبب هذه التركيبة السكانية منها السلوكية والأمنية والاجتماعية واستنزاف البنية التحتية من كهرباء وماء ومواصلات وصحة وغيرها.. والله المستعان.
[email protected]