الإدارة لها أكثر من أسلوب وطريقة في الإشراف والتوجيه على الموظفين خلف مكاتبهم وأثناء عملهم وهناك من المدراء من يجلس طول الوقت في مكتبه ويستلم البريد ويراجعه ويوقعه وقد يزوره بعض المراجعين والموظفين لتخليص معاملة أو للسماع لمشكلة أو رأي بشأن العمل في الإدارة، وهناك من المدراء من يجتمع بالمراقبين ورؤساء الأقسام بصفة دورية لمتابعة الأعمال ومناقشة ما يستجد على الإدارة وسماع ما لديهــم من مقترحات وهموم خاصة بأعمال الإدارة.
قليلا ونادرا ما نرى مدير إدارة أو مديرا عاما يقوم بجولة بصفة دورية على موظفي الإدارة وهم يعملون سواء داخل المبنى أو خارجه اذا كانت لدى الإدارة فروع موزعة في المحافظات والمناطق السكنية، وهــذا الأسلوب في الإدارة لو يعلمون بما فيه من إيجابيـــات وفوائد لهم وللموظفين لقام كل مدير بهذه الجــولات ميدانيـا.
ولذا تعد الإدارة بالتجوال نموذجا حقيقيا لتحقيق الأهداف، وفرصة للاطلاع على ما يجري داخل المنظمة ومناقشة العاملين في تخصصات مختلفة حول أفكارهم والمشكلات التي تعترضهم وإنجازاتهم الفردية، وما يمتلكه كل منهم من قدرات.
والأجمل في هذا الأسلوب الإداري أن يتم في أغلب الأوقات في أجواء غير رسمية، وبعض المديرين قد يختار التجوال بإخطار العاملين مسبقا أو بدون إخطارهم ولكل من هذه الطرق هدفه، والحقيقة أن اقتراب المديرين من ميدان العمل يشعر العاملين بأهمية الوقت ويحثهم على الالتزام والدقة في اتقان عملهم. إن الإدارة بالتجوال تعد أداة لدعم التفاعل بين الإدارة والعاملين واستثمار المعلومات وتحفيز التفاعل الرأسي والأفقي في المنظمة مما ينشط العمليات التحويلية ويرقي من مخرجات العمل، وهذا بدوره يحسّن من كفاءة المنتج أو الخدمة، والحقيقة إن هذا الأسلوب يزيد من فاعلية اتخاذ القرارات وصناعة السياسات في المنظمة ووضع الخطط في ضوء معلومات واقعية موضوعية، وهي تعتبر إدارة من الواقع تترسمها الموضوعية، ولذلك من الضروري التوسع في نظم وأساليب الإدارة التي تستهدف تحقيق أهداف المنظمة بدرجة عالية من الكفـــاءة والفاعليــة.
وهو أمر ليس بمستغرب، لاسيما أن الإدارة بالتجوال تمنح المسؤول فرصة تبادل الأفكار والهموم والتحديات في أروقة العمل. كم من فكرة خلاقة خرجت في لحظة حوار عفوي بين الرئيس والمرؤوس في أروقة العمل.
وكم من مشكلة تم تداركها لأن تجوال المدير أسهم في كسر الحواجز بينه وبين العاملين، خصوصا تلك التي يتعمد بعض المسؤولين نصبها ليحجبوا مرؤوسيهم عن التسلل إلى الإدارة العليــا، التي ستكتشف «قمعهم الإداري» الــذي يحاولون عبثا من خلاله إخفاء تقاعسهم وتسيبهم.
[email protected]