من الممكن في كثير من الدول ان تكون بيئة العمل فيها غير صالحة وغير صحية ولا تساعد على الأداء والإنتاجية المطلوبة من العاملين فيها وتؤثر على نفسية وصحة العاملين، وذلك بسبب عدم اهتمام هذه الدول بهذه الناحية المهمة وغير مدركين ما يتسبب في مشاكل اجتماعية ونفسية وصحية للعاملين مما يجعلهم عرضة لعدم الإنتاجية والالتزام وعدم الأمان والاستقرار الوظيفي.
وحتى نتعرف على ماهية بيئة العمل ويعرفها أصحاب الأعمال والمسؤولون في الحكومة وبكل بساطة هي المكان الذي يعمل فيه الموظف سواء داخل مبنى إداري او داخل معرض أو محل أو مصنع وقد يكون في الجو مثل الطيارين وطاقم الخدمة ومن الممكن ان يكون في البحر، في السفن والبواخر، ومن الممكن ان يكون في مواقع عمل مكشوفة تحت الأجواء المختلفة ويجب أن يكون مكان العمل مهيأ صحيا ومساحيا وموقعا وأن يكون المسؤولون متفهمين على ما يؤثر على الموظفين ومساعدتهم على حلها لتحقيق الأداء والإنتاجية المطلوبة وكذلك القوانين والقرارات التي تمس حقوق وواجبات الموظفين يجب أن تكون عادلة وبعيدة عن المصلحة والمجاملة الشخصية ولا أن يتضرر منها الموظفون.
وهناك دراسات وأبحاث قامت بها منظمات متخصصة بالموارد البشرية والصحية والعمل في أماكن عمل مختلفة ووجدت أن هناك موظفين ساءت حالتهم الصحية والنفسية والاجتماعية بعد أن بدأوا العمل، كما ان أداءهم وإنتاجيتهم بدأت تقل ولم يعد لديهم حافز أو تشجيع لتحسين أدائهم وإنتاجيتهم وهذا موجود عندنا في الكويت وخاصة في الجهات الحكومية.
ومن الأمور التي تؤثر على الموظفين في الحكومة:
٭ القوانين والقرارات العشوائية غير المدروسة وغير العادلة ومنها التدوير ويتم نقل موظف أو رئيس قسم أو مدير إدارة من مكان عمله الى قسم آخر او إدارة أخرى ليس لها علاقة بخبرته أو مؤهلاته، وذلك لنقل شخص آخر مكانه بواسطة ومحسوبية.
٭ مساواة منح مكافآت وبونص سنوي لموظفين لم يلتزموا أو يؤدوا عملهم كما يجب مع موظفين التزموا وأحسنوا بأداء عملهم.
٭ لم يتم توفير الأثاث والأجهزة اللازمة للعمل لبعض الموظفين ويريدون منهم الإنتاجية وفوق هذا هناك موظفون ليس عندهم مكاتب.
٭ مكان العمل قد يكون غير صحي يعني لا تتوافر فيه اقل مؤشرات النظافة والهواء وتكرمون الحمامات لا صيانة ولا نظافة وكما هناك بعض الأبنية موادها الإنشائية غير صحية وخاصة الأسقف الاسبستية، وهناك دراسة حديثة بينت أن النسبة المئوية للعاملين في المكاتب البريطانية الذين قالوا إنهم يعانون من آلام في العيون 50%، وآلام في الظهر 48%، والصداع 48%، نتيجة لبيئة عملهم. إن لم نجر تغييرات جذرية على حياتنا العملية، كالتحرك أكثر، أو الانتباه إلى وضعية جلوسنا في مكاتبنا، أو أخذ فترات راحة منتظمة للمشي، أو تحسين تجهيزات مكان العمل كالكراسي والمكاتب، ستدمر المكاتب أجسامنا.
٭ الموظف إنسان لديه شعور وإحساس ويتعرض لظروف اجتماعية وأسرية وصحية ولكن مسؤوليهم لا يشعرون بهم ولا يتلمسون مشاكلهم وحتى ان عرفوا لا يحاولون مساعدتهم ومعذرتهم أثناء عملهم.
هذه بعض المؤشرات التي تؤثر على الموظفين ويجب الانتباه لها والاهتمام بها ولذلك أقترح على المسؤولين أن ينظموا لقاءات ودية مع موظفيهم لمعرفة أحوالهم ومشاكلهم وإمكانية مساعدتهم وحلها لهم، كما يجب على إدارة العلاقات العامة في كل جهة حكومية إعداد أنشطة اجتماعية وثقافية خارج مكان العمل للموظفين وعائلاتهم، كما أقترح أن يتم توظيف أخصائي اجتماعي ونفسي في كل جهة حكومية ويتم توزيعهم حسب كل قطاع وعدد موظفيهم، وذلك لتحويل أي موظف لديه مشكلة اجتماعية أو نفسية وحتى صحية بالجلوس مع هؤلاء الاخصائيين ودراسة حالاتهم ومعرفة أسبابها والتوصل إلى حل لها وهذا يساعدهم كثيرا على تحسن أدائهم والتزامهم وإنتاجيتهم في العمل، طبعا الكثير راح يقول مستحيل هذا يصير ولكن ترى صاير في بعض الدول المتقدمة، ولدينا في الكويت اختصاصيون كويتيون في هذا المجال ليش بس حاطينهم في وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية.
[email protected]