الخطوط الجوية الكويتية مؤسسة حكومية لها سمعتها العالمية وقيمتها الاقتصادية والوطنية وكان لها أسطول طائرات لا بأس به وتميزت بالتزامها بأوقات الرحلات وتقديم خدمات ضيافة داخل الطيارة ممتازة ومتابعة صيانتها وسلامتها بحيث نافست الكثير من شركات الطيران الخليجية والعربية والعالمية، وهذا كان في السبعينيات والثمانينيات، ولكن بعد تحرير الكويت تأثرت الخطوط الجوية الكويتية بالغزو الصدامي، حيث تمت سرقة وتدمير الكثير من أسطولها ولكن بعد سنوات من التحرير تعافت قليلا وبدأت باستئجار طائرات وشراء البعض ولها ملايين من الدنانير من التعويضات ومن الحكومة ولديها- وقتها- من العمالة الوطنية ذوي الكفاءات التي تديرها ونجحت وشجعت العاملين الكويتيين برواتب وامتيازات ونهضت مرة أخرى، وفي نفس الوقت تأسست شركات طيران محلية بدأت تأخذ حصة من سوق الطيران وتنافس «الكويتية» سواء على مستوى الرحلات أو الخدمات وبعدها قررت الحكومة تحويلها الى شركة.
وهنا بدأت المشكلة حيث من قام بدراسة واستشارة للكويتية لتحويلها الى شركة تهدف الى تطوير أسطولها وخدماتها وتشجيع ودعم العمالة الوطنية فيها لم يتحقق ذلك وبالعكس ظهر الكثير من المشاكل ولا زالت، ومنها الهيكل التنظيمي والوظيفي لا يتناسب ولا يحقق الهدف من تحويلها الى شركة كما جدول الرواتب لا يشجع الخريجين الكويتيين العمل فيها.
وهنا المفاجأة وحسب علمي بأن رواتب شركة الخطوط الجوية الكويتية انخفضت، وأصبحت أقل من راتب خريج جامعة كويتي يتوظف في وزارة، وكان المفروض عند تحويلها الى شركة حكومية أن تكون رواتبها على الأقل مثلما كانت قبل وإذا «مو افضل» وليس تخفيضها حتى تشجع وتدعم العمالة الوطنية بالتوظيف فيها، وكثير من الكويتيين قدم استقالته، وهناك من رفض استكمال إجراءات توظيفه لديهم بعد أن عرف أن الرواتب اقل من الحكومة، والمفروض بما أنها أصبحت شركة تعمل بقانون العمل في القطاع الأهلي يجب أن يمنح الكويتيون دعم عمالة، وهذا سيحل الكثير من المشاكل الحالية، ولكن لا دعم عمالة ولا رواتب مناسبة كشركة حكومية مثلها مثل الشركات الحكومية الأخرى، وهذا لا يليق بشركة تحلق في دول العالم وتحمل علم الكويت.
الغريب والعجيب هذه المشاكل معروفة لدى الحكومة ومجلس الأمة منذ سنوات ولكن أين الحل لهذه المشاكل؟
لذلك اقترح إعادة هيكلة شركة الخطوط الجوية الكويتية بتحديث وتطوير هيكلها التنظيمي والوظيفي وكذلك القيام بدراسة ميدانية ومسحية للرواتب محليا وفي دول الخليج مع شركات الطيران لتحديث وتطوير جدول الرواتب ليكون بمستوى رواتب شركات الطيران الأخرى على الأقل اذا «مو منافس»، وتطبيق نظام توصيف وتقييم الوظائف المطبق لدى الكثير من الشركات سواء الطيران أو غيرها.
وهنا تحل جميع مشاكل الكويتية وترجع كما كانت سابقا جاذبة للعمالة الوطنية ومنافسة لشركات الطيران الأخرى ويرتفع أداؤها وممكن تحقق إيرادات تغطي مصروفاتها وبعدها يمكن أن تحقق أرباحا، وهذا بالطبع يحتاج الى إدارة ذات كفاءة ومخلصة ولديها الخبرة والمؤهل الذي تحتاجه كشركة طيران.
[email protected]