بداية نبارك ونهنئ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وولي عهده والحكومة والشعب الكويتي بمناسبة يومي العيد الوطني والتحرير والله يحفظ الكويت وأهلها من كل شر ويجعلها دار أمن وأمان، وهذه المناسبة تذكرنا بكفاح ودفاع أهل الكويت عن ارضها وتجلى بوضوح تكاتفهم وتعاونهم وصبرهم على دحر وخروج الغازي وكذلك تبين وقتها أصالة ووفاء وولاء أهلها وخاصة الصامدين الذين لم يخرجوا من ارضها وتكاتف وتجمع الكل البدوي والحضري والشيعي والسني للدفاع عنها والحمد لله كانت النتيجة تحرير الكويت من الغازين صدام وجماعته، والله يرحم شهداءنا ويدخلهم فسيح جناته.
وحاليا عندنا غزو آخر في هذا الشهر وهو فيروس كورونا الذي بدأ يتنشر في جميع أنحاء العالم وهنا في الكويت ظهرت حالات فيها أعراض ومرض الفيروس جاءت من دول مصابة بها وما قصرت دولتنا الحبيبة تحاول جاهدة بكل ما تستطيع الحفاظ على سلامة وصحة مواطنيها ومن يعيش على ارضها، حيث وفرت طائرات ورحلات خاصة للمسافرين الكويتيين وخاصة في الدول الموبوءة للرجوع الى الكويت وكذلك وفرت جميع الاحتياطات الأمنية والصحية اللازمة داخل الكويت، حيث استقبلت الكويتيين الذين عادوا من الدول التي كثر فيها الفيروس وانتشر بينهم وخصصت لهم فندق 5 نجوم مع جميع الخدمات من عناية صحية وسكن ومأكل حتى يتم التأكد من عدم وجود أحد من بينهم من ابتلي بالفيروس، وكذلك قامت بتخصيص منتزه الخيران وتجهيزه للقادمين من الخارج وتوفير الرعاية الصحية والأمنية لهم لفترة محدودة وهذا حرص على مواطنيها لم نشهده في دول أخرى وهنا الامتحان للمواطنين الذين تم حجزهم لفترة قصيرة سواء في الحجز المنزلي أو الأماكن التي خصصتها الدولة وكيفية تقبلهم وتعاونهم مع حكومتهم في الحفاظ على صحة باقي المواطنين خارج هذه الأماكن وتقبلهم ما يفرض عليهم مما يدل على وطنيتهم وحبهم وولائهم للكويت وأهلها.
طبعا ظهور فيروس كورونا وانتشاره عالميا اثر على تواصل الدول وعلاقتها بينها خلال هذه الفترة من الناحية الاقتصادية، حيث تم وقف الاستيراد والتصدير وانخفضت كميات البترول التي تصدر وأسعارها، وكذلك تأثرت الأسعار الغذائية والاستهلاكية وهناك من أراد استغلال الوضع، ولكن ما قصرت وزارة التجارة كانت لهم بالمرصاد وهنا تكاتفنا ووقوفنا خلف القرارات التي تتخذها حكومتنا لهذه الفترة والتي تهدف الحفاظ على الصحة العامة والأمن والأمان للوطن والمواطنين والذي يعيش عليها، تجربة وامتحان يبين من هو ولاؤه وخوفه وحرصه على الكويت وأهلها بعيدا عن الطائفية والمصلحة الشخصية كما كان أثناء الغزو الصدامي، واللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام.
[email protected]
الدكتور عبدالله فهد العبدالجادر
مستشار اقتصاد وإدارة