يواجه المزارع الكويتي العديد من التحديات التي أنهكته على مر السنين فما بين طقس رديء وارض صعب النمو فيها للمزروعات ومياه شحيحة وبها نسب ملوحة مرتفعة واسعار متدنية للبضاعة المحلية ومنافسه غير متكافئة مع المزروعات من الدول الاخرى يظل هذا المزارع يصارع ويصارع رافضا أن تكون الكويت بلدا لا يوجد فيه ولو حتى 20% من المحاصيل الزراعية اللازمة لحياة الذين يعيشون على ارض هذا الوطن. وبينما المزارع يصارع طواحين الهواء والماء لا نجد اي اهتمام حكومي ملموس بهذا المزارع الخاسر دائما نتيجة قوة وشراسة خصومه، وتعيش الحكومة في واد والمزارع في واد دون أن تساعده في مواجهة هذه الصعاب بقوانين او تسهيلات او ما شابه اللهم إلا دعما لم يتغير منذ سنوات لم يكن لهذه الحكومة فضل فيه. ومؤخرا ظهر بصيص أمل للمزارع الكويتي وهو تولي وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد منصب الرئيس الفخري لاتحاد المزارعين، ولاشك أن هذا المنصب، وإن كان فخريا إلا أن تولي الشيخ ناصر لهذا المنصب يضيف الكثير للمزارع الكويتي خصوصا ان الشيخ ناصر بادر والتقى المزارعين في اتحادهم ووعد بنصرة المزارعين وبمساعدتهم والعمل على حل المشكلات التي تعترضهم. الشيخ ناصر صباح الاحمد وكما ذكر ليس بجديد على التنمية الزراعية فهو قريب من هذا المجال وعمل به في دول أفريقية وأشرف على مزارع حبوب في السودان وفواكه في سورية، والآن ننتظر منه الكثير والكثير في تطوير الزراعة في الكويت وبداية عصر جديد للمجال الأهم للانسان في العالم وهو الزراعة.. نحن مستبشرون خيرا بالشيخ ناصر صباح الأحمد فهو مواطن محب لأرض وطنه فعلا لا قولا ونشيط وصاحب مبادرات وقرارت، تلمس هموم المزارعين ووعد بتقديم الكثير لتطوير هذا المجال وهنا نشكره على هذه المبادرة ومحاولاته في ترتيب بيت المزراع الكويتي ودعم هذا المواطن الذي انهكته الظواهر الطبيعية والمنافسة الخارجية، فشكرا للشيخ ناصر ونحن بانتظار جهودك المميزة لتطوير الزراعة في الكويت.
*****
حكومتنا الرشيدة تناست الجانب الزراعي في البلد وكأننا نعيش في الريف الاوروبي والجو جميل والدنيا ربيع، حكومتنا نسيت أننا نعيش في بلد صحراوي طقسه قاس ويحتاج لمحسنات ونكهة ومكسبات طعم وألوان كالتي يضعونها في الأطعمة حتى يرغبون الناس فيها.
حكومتنا تنفق المليارات على بنود ثانوية وترفيهية، ولدينا ولله الحمد الكثير من الاحتياطي والارصدة، فنحن بلد غني أعطاه الله ما لم يعطه لآخرين، فما المشكلة في أن نصنع لأنفسنا أجواء جميلة تفرح القلوب وتسعد الفؤاد.
حكومتنا بدلا من أن تنتبه لأمور كثيرة ومنها تشجير وتخضير الطرق والساحات للتغلب على الغبار الذي يداهمنا صباح مساء وفي كل الفصول والاوقات انتبهت لشراء الولاءات وعقد الصفقات، وضرب الأسافين بين الوزراء، فمتى نجد لدى الحكومة خططا لزراعة مصدات رياح وافكارا للتخضير وابتكارات لتلطيف الاجواء حتى نستطيع العيش في بلدنا ونحن سعداء بالطبيعة بعدما تيقنا اننا لن نسعد ابدا بالسياسة طالما لدينا «هيك حكومة».
[email protected]