يوم الجمعة الماضي الموافق 11 نوفمبر احتفلنا بذكرى دستور الكويت، ذلك العقد والمنهج الذي يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين المواطنين جميعا بعضهم ببعض والدولة والحكومة والمجلس.. الدستور الذي يرسم ملامح حياتنا وينظمها ويؤكد على حقوق المواطنين وواجباتهم.
وعلى الرغم من السنوات الطويلة التي مرت على دستورنا الذي كان في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم أبو الدستور إلا أننا مازلنا حتى الآن لم نعط الدستور حقه كمواطنين خصوصا وأبسط تلك الحقوق قواعد اختيار ممثلينا في مجلس الأمة حيث اننا غالبا ما نتحايل على الدستور ونختار ونحن نعلم أن الذين نختارهم ليسوا أهلا لهذا التمثيل.
طبعا هنا أنا لا أقصد الجميع ولكن كثيرون للأسف يختارون على أساس مذهبي أو قبلي على الرغم أن الدستور جعلنا جميعا أسوياء دون تفرقة بين جنس ولون ودين وعرق.. بين طبقة وشريحة بين غني وفقير.. ولكننا نحن نفرق بيننا ولا نتبع أدنى قواعد العدالة والانصاف ولا نقول الحق داخل الصندوق.
ومع ذكرى الدستور وبالتزامن مع ذكرى وفاة أبو الدستور التي تصادف نفس يوم الانتخاب لأعضاء مجلس الأمة الجديد الموافق 24 نوفمبر نجد وكأنها تذكير ورسالة لجميع مواطني الكويت بالحفاظ على الدستور وروح الدستور ونصوص الدستور.. ووفاء لأبوالدستور بانتخاب الأصلح والأفضل والأنسب دون النظر لمصالحنا الشخصية الضيقة التي تنتهي سريعا.
من ننتخب؟ جميعنا يعلم من الذي يستحق أن نختاره.. فإن كان نائبا سابقا فحتما فسنعرف إن كان مؤهلا ليمثلنا من جديد أو لا من خلال مواقفه.. وإن كان مرشحا عاديا لم يدخل البرلمان من قبل فحتما سنعرف من سيرته الذاتية ومشاركاته السابقة في القضايا العامة وآراءه السابقة.. أما من أتي هكذا وهبط علينا بالباراشوت ليحاول القفز على مقعد المجلس فهو حتما لا يصلح طالما لم يهتم سابقا بقضايا وطنه وشعبه.
يوم الانتخاب يقترب.. ومن المفترض أن يكون الناجحون هم واجهتنا وهم من يمثلوننا.. فإن كنت ايها الناخب ترغب في أن تفتخر بمجلس أمتك اختار المناسب الصالح لهذا الموقع.. وأما إن كنت لا تبالي فبرجاء ابتعد وامتنع ولا تفسد المجلس باختياراتك التي ستفسد علينا حقنا في ان يكون لدينا أعضاء مجلس أمة نعتمد عليهم ونفتخر بهم.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
[email protected]