ونحن نبدأ عهدا جديدا مع حكومة جديدة ومجلس أمة جديد يجب أن يكون الفكر أيضا جديدا ومختلفا.. فكرا يتماشى مع الواقع ويتحد معه.. فكرا من وجهة نظر المواطن وليس من وجهة نظر المسؤول فقط.. فكرا يعبر عن الشعب ويطرح همومه ومشاكله على الطاولة ليعالجها بدواء شاف شفاء نهائيا وليس حلا ترقيعيا مؤقتا.
لا نقول إننا نعيش في المدينة الفاضلة ولا نحلم حتى بهذه المدينة.. لكن من حقنا أن نرى المسؤول الذي يشعر بالمواطن ومعاناته.. مسؤولا يعيش حياة المواطن لا يسكن قصرا عاجيا عاليا ينظر فيه إلى الأسفل حيث الرعية فيراهم على غير الواقع.
ولأن مجلس الأمة مجلس تشريعي ورقابي فالعبء الأكبر هنا يقع على الوزير لأنه هو التنفيذي وهو صاحب القرار الأخير وهو صاحب الرؤية والإنجاز أو الإخفاق في حل المشكلات.. ولهذا على الوزير أن يفكر بفكر المواطن ويكون مكانه ليعرف ما الذي يؤلمه وما هي أوجاعه وكيف يشعر بها.
الوزير «الشقردي».. نموذج هو المطلوب دائما وأبدا.. لكنه مطلوب في هذه الآونة تحديدا بشدة وبإلحاح في ظل التحديات التي نعيشها داخليا وإقليميا وعالميا حيث التدهور في كل شيء من خدمات وعلاقات وفقدان للثقة في الداخل والخارج، نحتاج إلى الوزير القدوة حتى نسير مستقبلا على الطريق الصحيح.
الوزير القدوة حاجة ملحة ليقتنع الشعب بأن هناك من يسعى من أجل مصلحته ومن أجل حل قضاياه والعمل على راحته وتحسين مستواه المعيشي، فهل يا ترى سنجد هذا النموذج في وزراء الحكومة الحالية، وحتى في رئيس الحكومة وكل صاحب منصب كبير في الدولة وأيضا من يمثلون الشعب تحت قبة البرلمان؟!
نريد وزيرا قدوة.. «شقردي».. بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. وزيرا إذا مرض طفله أخذه للمستشفى الحكومي، حاله حال أي مواطن يصطف في الدور وينتظر ساعات حتى ينتهي من فحصة ومن ثم يأخذ العلاج نفسه من الصيدلية نفسها التي يأخذ منها كل مواطن بسيط علاجه.. وزيرا إذا مرض واحتاج علاجه إلى السفر للخارج يتقدم، حاله حال أي مواطن، إلى تلك اللجنة المسماة العلاج بالخارج لينتظر أياما وشهورا حتى يسمح له بتلقي العلاج الذي قد يأتي بعد فوات الأوان وانتشار المرض في جسده ووصوله لمرحلة متأخرة.. هذا إن سمحوا له أصلا!
نريده وزيرا ينتظر في طابور الأشعة الطويل وطابور السونار الذي يستمر لأسابيع وربما شهور في مستشفياتنا.. وزيرا لا يمل الانتظار ولا يتجاوز حقوق الآخرين.. ليعرف كيف يعاني المواطن من تلك الخدمات المتردية.. «شقردي» حتى في التعامل مع البشر العاديين.
نريده وزيرا لا يتعامل مع «فيتامين واو» في قضاء مصالحه الشخصية ولا يتعاطى المحسوبية ولا النفوذ ولا السلطة ولا غيرها.. حاله حال المواطن البسيط الذي قد يتوفاه الله قبل أن يحصل على حقه في السكن والحصول على مأوى مناسب له ولعائلته.. فأين هذا الوزير؟!
الوزير الشقردي عملة ربما تكون نادرة لكنها بالطبع ليست مستحيلة.. ومن حقنا أن نحلم بهذا النموذج الذي إن تواجد بيننا بحق استوعب ما يعانيه المواطن وكان حريصا على أن يتجاوز به ومعه تلك الأزمات المستعصية التي لم تحل منذ سنوات طويلة وهي من سيئ إلى أسوأ.
معالي الوزير في أي وزارة.. وبما أنك تجلس الآن في موقع المسؤولية.. ماذا يخجلك من أن تكون «شقردي» وقدوة لكل مواطن على هذه الأرض الطيبة.. أرض العطاء.. الكويت؟!
[email protected]