دونالد ترامب، الاسم الأشهر في العالم هذه الأيام، بعد أن تولى رئاسة أقوى دولة عسكريا واقتصاديا وسياسيا.. دونالد ترامب الاسم الأكثر إثارة للجدل في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة حتى الآن، فهو بالفعل رئيس مختلف ومازال غير معروف، هل هذا الاختلاف في صالح الشعب الأميركي والعالم أو سيكون السبب في زيادة الدمار والخراب الذي يلحق بالعالم ويعصف بالمجتمع الأميركي.
ترامب الذي يعتقد أنه واهم في تصريحاته ورغباته سيواجه، وبلاشك، مقاومة عنيفة داخليا وخارجيا لتوجهاته التي تنم عن العنف والحدة والانحراف ربما في القرارات التي يعتزم اتخاذها وفاء بوعوده الانتخابية، وهنا لابد من الفصل بين ترامب خارجيا وداخليا.
داخليا، يواجه ترامب منذ اعلان فوزه وحتى قبلها موجة من المعارضة لتلك الافكار التي يطرحها والأفعال التي اتخذها حتى قبل سنوات وكانت محسوبة عليه كانحرافاته في التعامل مع المرأة والتعامل مع الأقليات، وبالأخص الأقليات المسلمة، وكذلك مع المهاجرين وتحديدا من المكسيك.
ترامب الذي نراه أسدا هائجا حاليا نتوقع أن يتحول إلى حمل وديع بعد أن يصطدم داخل الولايات المتحدة بأصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي، وبعد أن يجد أن الدستور الأميركي ذاته يحمي تلك النخب ولن يستطيع أن يحولهم إلى بقر حلوب يدر لبنا كامل الدسم من أجل تحقيق مطالبه العنصرية.
ترامب استطاع في اسابيع معدودة أن يقسم الولايات المتحدة لتصبح المنقسمة على نفسها ما بين أميركي صاحب الدماء الزرقاء وآخر من هؤلاء المغضوب عليهم، وهو ما لم تعهده الولايات المتحدة منذ نشأتها وهو أيضا ما قد يتسبب في كارثة تعصف بأعظم دولة في العالم وربما في التاريخ كله وتؤجج الفتن والمؤامرات وربما تتسبب في انقسامها بالفعل.
وعلى المستوى الخارجي تأتي تصريحات ترامب متضاربة، فمرة هو صديق لدول الخليج وأخرى يرى أنها تنعم وتعوم على ثروات لابد لأميركا أن تتقاسمها معها لأنها صاحبة الفضل على بقاء هذه الدول.
ترامب يفتح جبهات كثيرة.. تصريحاته مجنونة بها شرود وجنون عظمة.. يدخل في مواجهات مع الساسة وكبار رجال الأعمال والصحافة.. يقضي على أحلام المواطن الأميركي الفقير في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.. ويطلب من المكسيك تحمل تكاليف بناء جدار عازل.. ويعين أقاربه كمستشارين في حكومة بلاده.. ويتقرب من العدو التقليدي لبلاده «روسيا» ويعادي المسلمين والعرب لينقل مقر السفارة الأميركية في اسرائيل إلى القدس.. وغيرها الكثير في جعبة ترامب.
ترامب لغز كبير يحبس العالم أنفاسه في انتظار حله وظهور حقيقته.
[email protected]