ها هي قد بدأت تباشير العطلة الصيفية لأبنائنا، والراحة بعد مشقة وعناء الدراسة لأشهر طويلة، التزموا خلالها بالاستيقاظ مبكرا وتحصيل دروسهم اليومية، وتحمل عناء ومشقة الطرق وزحامها وضغوط الدراسة والمذاكرة، لتبدأ أيام العطلة التي انتظروها بفارغ الصبر.
أيام أخرى قليلة وتنتهي كل الاختبارات المدرسية ويصبح الجميع في عطلة صيفية تمتد لنحو ثلاثة أشهر كاملة هي فترة زمنية طويلة من الواجب استثمارها وتنمية مهارات ومواهب أبنائنا فيها وإكسابهم معارف جديدة وخبرات لم تتوافر لهم في أوقات الدراسة.
يقولون في بلادنا دائما إن الاستثمار في العنصر البشري يعد أهم استثمار، هذا ما يصرح به المسؤولون ليل نهار، فتجد هذا المسؤول يؤكد أهمية العنصر البشري، وذاك يشدد على أن العنصر البشري على رأس الأولويات، لكن الواقع شيء آخر تماما، فما هي إلا تصريحات للاستهلاك المحلي، وهي في الأساس تصريحات غير صالحة لاستهلاك الآدمي.
السؤال الكبير هنا: أين الدولة من العطلة الصيفية واستثمار الأبناء فيها؟ أين الوزارات المعنية «وزارة الشباب ووزارة الشؤون»؟ أين المسؤولون أصحاب التصريحات والشعارات الرنانة؟ أين نواب الأمة من هذا التجاهل التام للأبناء في تلك الأيام وأوقات الفراغ المهدرة، فلا الأبناء تعلموا ما يفيدهم ولا هم استمتعوا بوقتهم في الألعاب والمسابقات؟
دولة غنية بها أكثر من عُشر الاحتياطات النفطية في العالم ولا توجد بها برامج للنشء ولا مسابقات للشباب ولا منشآت للترفيه والتعليم والابتكار واستغلال هذه الفترة الزمنية الطويلة.
عيب علينا أن نهمل الأبناء بهذه الصورة البشعة وهذا التجاهل الرهيب، أين البرامج في كل المجالات للشباب للاستفادة من طاقاتهم وتوجيهها الوجهة السليمة؟ أليس الاهتمام بالشباب يجنب المجتمع التعرض لخطر الإدمان والأخطار الأخرى المحدقة؟
جوانب كثيرة ينتظرها الأبناء، منها ما هو رياضي وما هو ثقافي وفني وتكنولوجي وابتكاري.. أين نحن من تلك الأيام قديما عندما كانت النوادي الصيفية في أوج نشاطها.. وبدلا من أن نتقدم ونزدهر ونقدم المزيد الذي يتماشى مع روح العصر، نمصمص الشفاه ألماً وحسرة على الماضي.
المفترض أن يكون الحاضر أفضل من الماضي والمستقبل أفضل من الحاضر.. ولكن ما يحدث في بلدنا العكس، فكلما تطورت المجتمعات الأخرى كلما تأخرنا نحن.
ليت الوزارات المعنية تستدرك الأمر وتعمل سريعا على خلق أنشطة لأبنائنا خلال العطلة الصيفية.. أشك في ذلك.
[email protected]