تمر هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة لتولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مسند الإمارة، ففي 29 يناير 2006 أدى سموه في مجلس الأمة اليمين الدستورية أميرا للكويت والحاكم الخامس عشر لها، حيث كانت البداية لحقبة جديدة من تاريخ الكويت استطاعت أن تثبت دعائمها داخليا وخارجيا.
وكما هو ظاهر للجميع وواضح وضوح الشمس فإن الكويت قد ربحت هذا القائد الفذ زعيما لها لما يتمتع به من حنكة وحكمة وخبرة اكتسبها على مدار سنوات طويلة تدرج فيها في العمل العام والسياسي داخليا وخارجيا، فاستحق العديد من الألقاب والتقدير الدولي والإقليمي ووضع الكويت على خريطة الدول الأكثر تأثيرا في السلم والسلام وفي الأمن وحسن الجوار وفي العمل الخيري والإنساني واكتسبت الكويت صفة الدولة الحكيمة الساعية للم الشمل وتقريب وجهات نظر الفرقاء.
والتزم الشيخ صباح الأحمد بوعوده حيث وعد فأوفى بما جاء في كلمته عقب أداء اليمين الدستورية والتزم بالعمل من أجل الكويت وشعبها ومن أجل جعل الكويت دولة عصرية حديثة.
وكانت لعبارته الشهيرة «الكويت هي التاج الذي على رؤوسنا وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا» حضورا في كل أعماله، فسعى بكل إخلاص وجهد لترسيخ هذا المفهوم بين جموع الشعب حتى وإن اختلفت طرق التعبير، لكن في النهاية تظل الكويت أولا وأخيرا هي القاسم المشترك في كل أعماله ومساعيه.
لقد حفلت سنوات حكم سموه بالعديد من الأحداث داخليا وخارجيا واستطاع بكل شجاعة واقتدار قيادة السفينة وسط أمواج متلاطمة بكل ثبات وحكمة متوكلا على الله ومدعوما بحب شعبه ومتسلحا بخبراته وبراعته وموهبته الكبيرة في وزن الأمور ووضعها في نصابها والتعامل معها بذكاء لا ينازعه فيه زعيم آخر عايشنا في هذا العصر المضطرب والمتوتر.
ومنذ كان سموه وزيرا للخارجية حاضرا لرفع علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد قبولها عضوا فيه في 11 مايو 1963 وحتى هذه اللحظة وهو يعمل في صمت، حتى أصبحت أعماله هي التي تتحدث عنه في كل محفل وكل ملتقى، فاستحق عن جدارة أن ينال تقدير المجتمع الدولي ليتم رسميا- ومن قبل منظمة الأمم المتحدة- تكريمه ليكون قائد العمل الإنساني وتكون الكويت مركزا للعمل الإنساني.
وقد كان العام الماضي 2017 من أصعب الأعوام على المنطقة بأسرها نتيجة ما أصاب الجدار الخليجي من شرخ في العلاقات فسارع سموه إلى بذل جهود جبارة نابعة من حرصه على وحدة الصف الخليجي فكانت جولاته المكوكية بين الدول الخليجية الشقيقة والتباحث مع القادة الخليجيين لرأب الصدع في العلاقات وما زالت أعماله متوالية في هذا الشأن.
سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يتمتع بمواصفات شخصية خاصة، فهو رجل التواضع الذي يستقبل الصغير والكبير ويحرص على ود الجميع، وندعو الله أن يمد في عمره وأن يوفقه لما يحب ويرضى، كما نأمل من سموه أن يكون عام 2018 هو عام الصفح والعفو عن الجميع.. كل عام وأنت بخير يا قائدنا الذي به نفتخر، وزعيمنا الذي إليه نلجأ وقت المحن والشدائد.. كل عام وأنت بخير يا شيخ المصالحة.. وأمير العفو والإنسانية.
[email protected]