دائما ما كنا نتحدث عن الصف الثاني في الأسرة الحاكمة وضرورة الاهتمام بهم ورعايتهم وتطوير مهاراتهم الذاتية لأنهم حكام الكويت القادمون.. بل إن الأمر الآن تعدى ذلك لنتحدث عن الصف ربما الثالث من أبناء أسرة آل الصباح الكرام.. الذين نفتخر بهم وبحكمهم الذي يمتد لأكثر من 200 سنة من عمر هذه الدولة.
وللحقيقة وكما يعلم أهل الكويت الذين عاهدوا آل الصباح على الولاء والوفاء، فإن أبناء الأسرة في سوادهم الأعظم مثال مشرف للشباب وللمسؤولين الدؤوبين المحبين للوطن والعاملين على نهضة وتنمية الكويت وتشريفها في التمثيل في الخارج والداخل.
ما يجعلني أكتب هذا المقال هو زيارتي قبل أيام لديوانية الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح.. والذي عين قبل فترة وجيزة وكيلا لشؤون الأسرة في الديوان الأميري.. هذا الرجل بكل المقاييس مثال مشرف لشباب الأسرة وشباب الكويت.. لديه سعة صدر غير محدودة وفطنة وتواضع.. مستمع ممتاز، يتقن فنون الضيافة والترحيب.. يهتم بكل صغيرة وكبيرة.. عندما تدخل إلى ديوانيته تشعر براحة نفسية غير مسبوقة وكأنك في مكانك الذي اعتدت أن تسعد بوجودك فيه.
الشيخ صباح ناصر الصباح شخصية تدخل القلب من الوهلة الأولى.. تشعر وكأنك مع أخيك الشقيق أو صديقك المقرب.. كم من الود والتناغم لم تعهده إلا مع القلائل جدا في حياتك.. هذا ليس شعوري وحدي في الحقيقة وإنما هو شعور كل من دخل ديوانية الرجل الودود الذي تضم ديوانيته جميع شرائح المجتمع الكويتي بكل ما فيها.
الحديث هناك مفتوح للجميع وكما الديوانيات العامرة المحببة لأهل الكويت.. السقف مرتفع في الحرية.. والجلسة تعمها المحبة والتسامح.. ويدور الحديث في كل المجالات حتى أن رواد الديوانية ذاتهم تشعر بأنهم أهل الكويت في زمان أول الذي نفتقده بكل ما فيه من صفاء وود واحترام.
الأمر ليس مستغربا أن نجد ما عليه هذا الشاب الخلوق فهو حفيد الصباحين الأول جده لوالده وهو سمو أمير الإنسانية وعميد الديبلوماسية العالمية، القائد المحنك الحكيم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله.. وجده الثاني لأمه أمير الكويت الراحل المغفور له بإذن الله، الشيخ صباح السالم الصباح، صاحب مدرسة التواضع والتي منهجها العفوية والتسامح والبعد عن البروتوكولات والرسميات.
هنيئا لنا بهذا الشاب الذي نفتخر به.. وهنيئا لأسرة آل صباح التي خرجت نماذج فعلا تشرفنا في كل المحافل.
[email protected]