مع مرور الزمن يتبدل حال الإنسان من حال إلى حال.. فيتحول الشباب شيبا، والقوة ضعفا، والجمال إلى زوال.. ومع مرور الزمن ولكن بالعكس يتبدل حال الدول والمدن من البدائية إلى المدنية، ومن الطبيعي أن تزداد المساحات العمرانية والرقعة الخضراء وتتحول الطرقات الضيقة إلى واسعة والمدقات الترابية إلى طرق مرصوفة.. وبيوت الطين اللين المصنوع يدويا إلى أبراج ومجمعات بالغة التعقيد في بنيانها.
في الكويت ومع مرور الزمن لم يتبدل الحال كما في الدول والمدن وإنما بالعكس كما في الإنسان.. فأنت ترى الجمال يزول والقوة تتلاشى والشيب يغطي الطرقات والمباني، اللهم فيما ندر.
نعم تبدل في الكويت الحال حتى أصبحت تحتاج إلى إعادة صياغة وتنظيم وترتيب، حيث لم تصلح معها المعالجات المؤقتة من إنشاء جسر أو بناء مستشفى وحيد في فترة تضاعفت فيها أعداد المرضى عشرات المرات حتى أصبحت المستشفيات المتهالكة تضيق بالمرضى الذين لم يجدوا سريرا للعلاج أو مكانا للتداوي.
الكويت اليوم تعاني الفساد في كل مؤسسة، ورغم أن الجميع يعلم ذلك تماما لم نجد مسؤولا يحاسب على قرارات خاطئة.. أو فاسد يسجن.. أو مرتشي يضبط.. فالقانون لا يطبق.. ومن أمن العقوبة أساء الأدب.. حتى أصبحنا بحاجة إلى جراح يستأصل كل هذه الأورام الفاسدة الخبيثة من جذورها بعد أن أنهكت جسد الكويت وأتعبته حتى أنه لم يعد يقوى على الوقوف إلا بصعوبة وبعد عناء.
ورغم أن الله منّ علينا بوجود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في سدة الحكم وتعليماته وتوجيهاته المستمرة بإجراء هذه الجراحات لاستعادة الكويت شبابها وريادتها إلا أننا لم نجد حكومة تلتزم أو تستطيع تنفيذ هذه التوجهات، ودائما ما تتحجج أو تتهرب من المسؤولية، فإلى متى نظل نسمع الكلام المعسول من أعضاء الحكومة دون أن نجد إنجازات حقيقية على أرض الواقع.
نحتاج في الكويت إلى جراحات تجميلية عاجلة تعيد إلى وجهها المشرق نضارته وإلى جسدها المترهل رشاقته وإلى عضلاتها الضامرة قوتها.. جراحات سريعة متقنة وحاسمة.. ورعاية طبية متميزة تعقب هذه الجراحات لتحافظ على نجاحها من الفشل.
رغم كل ما سبق لم ولن نفقد الأمل ويزيد يقيني بسطوع الشمس.. بوجود الشيخ ناصر صباح الأحمد مؤخرا في الحكومة.
[email protected]