كل الشكر والثناء والتقدير على الجهود الجبارة التي تبذلها الوزارات الحكومية بجميع قطاعاتها وإلى جميع منتسبيهم رجالا ونساء من موظفين أو متطوعين، جزاكم الله خير الجزاء، كفيتوا ووفيتوا وبارك الله في جهودكم، ونبارك حرص الحكومة ونشد على يدها على توعيتها للمواطنين والمقيمين بالبقاء في المنازل حتى خلال ساعات النهار في ظل الحظر الجزئي للتجوال.
ولكن هناك من يضطر لمغادرة مقر سكنه أثناء فترة السماح لأسباب مبررة، كزيارة الطبيب أو لشراء لوازمه العائلية المختلفة أو لرعاية مريض، فالسلاح الأول الذي يفترض أن يتسلحوا به بعد التوكل على الله هو لبس الكمامات الصحية والكفوف ليتجنبوا العدوى بملامسة الأسطح الملوثة أو العدوى عن طريق التنفس، الكمامات والكفوف في وقتنا هذا أصبحت وحسب المثل الكويتي القديم «مثل بيض الصعو نسمع عنه وما نشوفه» ويستخدم هذا المثل عندما يكثر الحديث عن شيء معين، ولكن من الصعوبة أن تراه.
أبسط سبل الوقاية هو الكمامات الصحية والكفوف لكنها مقطوعة من الأسواق ويجب على الدولة توفيرها، نشاهد عبر وسائل الإعلام المختلفة وصول عدة طائرات مدنية وعسكرية محملة بمئات الأطنان من الكمامات والكفوف، أين ذهبت؟ هل تم توزيعها، وأين؟ قيل إنها ستوزع ضمن الحزمة التموينية في الجمعيات التعاونية، وفعلا هناك بعض الجمعيات وزعت كمامات لكنها تعد على الأصابع، ولا تكفي إلا لبضعة أيام، خصوصا ان هذه المواد تستخدم لمرة واحدة ويتم التخلص منها مباشرة بعد كل استعمال، مخزون السوق المحلي قد نفد منها بالفعل، وللعلم فإنه وقبل حدوث أزمة كورونا كان الكرتون الذي يحوي عشر علب كفوف أو كمامات يباع بخمسة دنانير، ثم ارتفع إلى عشرة دنانير ثم عشرين دينارا ثم نفد نهائيا من السوق.
وفي ظل تصريحات وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح بأن أزمة هذا الوباء الشرس قد تطول إلى بداية العام القادم 2021، يصبح لزاما على الحكومة توفير هذه المتطلبات الأساسية التي يحتاجها المقيم أكثر من المواطن لوقايتهم من العدوى، خاصة المحشورين منهم وبكثافة بشرية عالية في مراكز الحجز حيث البيئة الخصبة والمناسبة لانتشار الفيروس ونقل العدوى، لأن أكثر المصابين بفيروس كورونا هم من الوافدين، وذلك حسب تصريحات وزارة الصحة وقد نقلت لهم العدوى من خلال مخالطتهم لمصابين دون أن يتحصنوا بالواقيات.
سمعنا أن لدينا مصنعا للكمامات في الكويت لكن لم نر منتجاته، فعلى الحكومة تشجيعه ودعمه لزيادة الإنتاج، ومنذ فترة وجيزة علمنا بأن الكويت قد استوردت من الصين المعدات اللازمة لتصنيع الكمامات، والسؤال الذي يطرح نفسه، كم سيستغرق تركيب الأجهزة ومتى سيتم الإنتاج وما طاقته؟ هل تم استيراد المواد الأولية اللازمة لتصنيع الكمامات الصحية؟ أصبحت هذه مشكلة عالمية تعاني منها الدول الكبرى والتي بدأت تتصارع للحصول عليها وذلك لأهميتها ولأنها من الأمور الأساسية للوقاية ومنع انتشار الأوبئة.
نعم، يجب أن نكون دائما متفائلين، ولكن في الوقت نفسه يجب أن نكون واقعيين ومستعدين لأسوأ الاحتمالات، فالإصابات في تزايد يومي ملحوظ، وأصبح جليا ان الأزمة لن تنتهي قريبا، ولا نرى ضوءا في نهاية النفق، فيا حكومة ألقوا علينا بأطواق النجاة وزودونا بالكمامات والكفوف، وأقترح أن تكون بالمجان أو على الأقل بأسعار رمزية. وأدعو العلي القدير أن يكفينا وإياكم شر الأمراض.
[email protected]