في ظل أجواء التأزم المعقدة التي نعيشها جراء المضاعفات الخطيرة لفيروس كورونا، برزت على الساحة الإعلامية عدة نجوم ونحسبهم أبطالا، نالوا إعجاب الجميع وكان لهم دور كبير في المساهمة في حل الصعاب والمشاكل التي واجهت الحكومة، وقاموا بتسهيل الأمور لجميع المقيمين على هذه الأرض الطيبة، ومهما قيل بحق هؤلاء الأبطال من مديح وثناء فلن نوفيهم حقهم، لأنهم فعلا كانوا على قدر كبير من المسؤولية، ولن أكرر ما قد تم التطرق له آنفا من الدور الإيجابي لكل من وزارات الصحة والداخلية والتجارة والخارجية والبلدية والفرق التطوعية المختلفة، إلا أنني لمحت نجما يعمل وكعادته بكل صمت وهدوء وبعيدا عن الأضواء وأعتقد أنه يستحق أن تقال كلمة بحقه.
معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ أحمد المنصور، بادر ومن اللحظات الأولى للأزمة بوضع جميع طواقم وزارة الدفاع العسكرية والطبية والخدمية وجميع الفرق العاملة في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد تحت تصرف وزارة الصحة، لتشكل رافدا أساسيا في مساندة جهودها، وأصدر تعليماته إلى هيئة الخدمات الطبية وهندسة المنشآت العسكرية لإنشاء المحاجر الصحية في الجليعة وأرض المعارض وأعد فرقا للتطهير لخدمة وزارة الصحة، كما أصدر أوامره لهم بإنشاء مركز فحص طبي خاص لفيروس كورونا المستجد في قاعدة (عبدالله المبارك) الجوية للمواطنين القادمين من الخارج لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وفق المعايير العالمية، كما وضع كل إمكانيات القوة الجوية تحت تصرف وزارة الصحة لجلب المعدات الطبية والأدوية وإجلاء المواطنين من الخارج.
إن سرعة التفاعل والتنسيق والعمل الجماعي التي أبداها الشيخ أحمد المنصور تنم عن شخصية قيادية بمواصفات رجل دولة، وكانت إنجازاته في هذه الفترة القصيرة ردا عاصفا على من شكك بمقدرته على تولي هذا المنصب، قال البعض إن تعيينه كان «ببراشوت» كون عمه هو صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، وأنا أقول إنه من أكثر وزراء الدفاع تأهيلا لهذا المنصب، فعلى المستوى العسكري تدرج بالرتب حتى وصل إلى رتبة نقيب، وشغل المناصب التالية: مدير إدارة الشؤون العامة بمكتب وزير الدفاع ثم مدير إدارة العقود والمشتريات الخارجية في وزارة الدفاع ووكيل الوزارة المساعد للتجهيز الخارجي، وكيل وزارة مساعد للشؤون الإدارية، ورئيس هيئة الخدمات الطبية ثم وكيلا لوزارة الدفاع، أي أن بذرته زرعت وشتلت في كلية علي الصباح العسكرية حتى طرحت ثمرها بعد 30 عاما بمكتب الوزير.
وبنظرة خاطفة لدوره أثناء فترة الغزو العراقي البغيض، حيث كان برتبة طالب ضابط وطلب منه عدة مرات مغادرة الكويت كونه ابن أخ الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، ولكنه رفض بشدة مغادرة الكويت، وكان يرعى والدته الشيخة لطيفة، رحمها الله، لمرضها في ذلك الوقت، ونصحوه بأن يخرج بها إلى السعودية لعلاجها لكنه رفض، وكان يعالجها في مستشفى مبارك، احتجز لدى قوات العدو عدة مرات وتم الإفراج عنه لعدم ثبوت أدلة ضده، ومع ذلك أصر على مشاركة المقاومة في عملياتها البطولية ضد العدو، وتعرضت حياته عدة مرات للخطر ولكنه أبدى شجاعة لا مثيل لها، رغم أن عمره لم يكن يتجاوز 20 عاما في ذلك الوقت.
تحية وتقدير لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ أحمد المنصور على جهوده المتميزة، وأتمنى أن يستمر هذا الأداء الاستثنائي حتى تثبت للآخرين أنك لم تهبط بباراشوت على وزارة الدفاع.
[email protected]