المشهد الأمني الشكلي: الإجراءات الأمنية المتبعة في معظم الدوائر الحكومية وبعض الشركات الكبرى والتي تستخدم عند بوابات الدخول لهذه الدوائر والشركات، تعتبر شكلية فاشلة وروتينية متكررة، وليست ذات جدوى وذلك للأسباب التالية:
أولا: الأجهزة الأمنية المركبة في المداخل مثل البوابة المغناطيسية لكشف المعادن والتي يدخل من خلالها المراجعون، أو أجهزة فحص الحقائب بالأشعة السينية (XRAY BAGGAE SCANNER) معظمها تعتبر أجهزة قديمة، ولم يتم عمل أي فحص معايرة لها (CALIBRATION)، وهذا النوع من الفحوصات يجب أن يتم للأجهزة الإلكترونية بشكل سنوي لمعايرتها للتأكد من سلامة تشغيلها، ومن صحة القراءات التي تصدر من هذه الأجهزة.
ثانيا: حراس الأمن المسؤولون عن تشغيل هذه الأجهزة ومن واقع تجارب فعلية بحثت فيها وعايشتها، غير مؤهلين وغير مدربين على العمل على مثل هذه الأجهزة، فيجب أن يكون الفني مؤهلا علميا، وأخذ دورات فنية في مجال الإشعاع الكهرومغناطيسي وقراءة الصور، وهذا الأمر لا يحدث عند شركات الحراسة التي تشغل مثل هذه الأجهزة.
ثالثا: حارس الأمن المسؤول لا يعرف ما هو المطلوب منه، وعند دخولك يقول لك (الموبايل لو سمحت) هنا يطلب منك أن تخرج الهاتف النقال من جيبك وتضعه أمامه ليراه قبل الدخول، وعند مرورك يصدر من الجهاز عشرين صافرة إنذار فيقول لك (ماشي) ويسمح لك بالمرور.
ويكون التفتيش مشددا فقط مع النساء، تفتش حقائبهن الشخصية بدقة، وأحيانا يدخلن للتفتيش الذاتي في غرف خاصة من قبل حارسات أمن طبعا.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما جدوى هذه الضجة إذا كانت الأجهزة في الغالب غير مؤهلة، والطاقم غير مؤهل، ولا يعرف المسؤول ما هو المطلوب منه؟ لو دخل عندهم إرهابي بحزام ناسف ومدجج بالأسلحة فما عليه إلا أن يسلم الموبايل ويمر بكل ثقة وأمان، ويحقق هدفه.
المشهد الصحي: في ظل أزمة فيروس كورونا المشؤومة التي تعيشها الكويت، ومن الاحتياطات التي أصبحت إجبارية لفحص درجة حرارة أي مراجع عند بوابة الدخول، سواء في المستشفيات أو الدوائر الحكومية أو في الجمعيات التعاونية وغيرها، ذلك لأن البوادر الأولية والتي يمكنها كشفها بالمصاب بفيروس كورونا هي ارتفاع في درجة حرارته، فإذا ارتفعت الحرارة عن معدلها الطبيعي وهو ما بين 36.5 و37.5 درجة مئوية، يجب عدم السماح له بالدخول ويفترض حجز المشتبه به وإبلاغ الجهات الصحية المختصة.
وما لاحظته تقريبا في جميع الأماكن التي مررت بها أنهم يأخذون درجة الحرارة بواسطة أجهزة قياس عن بعد تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وما لفت نظري أن معظم هذه الأجهزة تعطي قراءات خاطئة، وغالبا ما تكون من 35.5 – 36 درجة مئوية، هذا يعني أن معظم الأجهزة تعطي قراءة أقل بدرجتين تقريبا عن المعدل الطبيعي، ويمكنكم التأكد من كلامي عند مروركم بأي جمعية أو مستشفى، فلو مر شخص مصاب بفيروس كورونا درجة حرارته 39 درجة مئوية فسيعطي الجهاز القراءة 37 درجة مئوية، وسيسمح له بالدخول ومخالطة الأصحاء ونقل العدوى لهم.
سألت معظم الأشخاص الذين يقومون بأخذ درجة الحرارة عن معدل الحرارة الطبيعي التي يتوقعونها فأجابوا بأنها 35 مئوية، ذلك بناء على القراءات التي يعطيها الجهاز الذي بحوزتهم.
أرجو من المسؤولين في وزارة الصحة أو الجمعيات التعاونية التأكد من هذه الملاحظة المهمة وذلك للسلامة العامة، وأتمنى من الله عز وجل أن يقيكم شر المرض، ودمتم سالمين.
[email protected]