يشنّ أعداء الكويت حربا شعواء مدمرة عليها تهدف إلى تحطيم القواعد الرئيسية التي يؤسس عليها المجتمع الكويتي لبناء مستقبله، الشباب عماد المستقبل والثروة الحقيقية للكويت تتم محاربتهم وتحطيمهم، وللأسف فقد نجحوا في تحقيق أهدافهم في المراحل الأولى، وبإذن الله سيتم الرد عليهم وهزيمتهم بتحصين الشباب وتوعيتهم بالمخاطر التي يواجهونها.
إنها حرب المخدرات (السموم البيضاء)، إن إدمان المخدرات طال العديد من شرائح المجتمع الكويتي وانتشرت تجارة المخدرات وتعاطيها في المدارس والجامعات بشكل واضح ولافت للنظر، أكثر من 70 ألف مدمن مخدرات في الكويت، ولا ينجو منها إلا من رحم ربي، إن نحو 75% من مدمني المخدرات في الكويت تتراوح أعمارهم بين 15و 28 عاما، وما يثير القلق هو ارتفاع نسبة الإناث المدمنات بينهم بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الجرعات الزائدة للمخدرات.
الشباب في الكويت يتمتعون ببيئة خصبة لمروجي هذه السموم لأسباب عديدة منها، أن عددا كبيرا حالته المادية جيدة ومنهم من يمتلك الوفرة المادية الزائدة عن الحاجة، رفاق السوء، وحب الاستطلاع لدى الشباب لاستكشاف وتجربة كل ما هو جديد، وقبل كل ذلك انعدام الوازع الديني والحرية والثقة المطلقة الممنوحة لهم وانعدام الرقابة من قبل أولياء الأمور، يقدر عدد المدمنين في الكويت وفق مكتب مكافحة المخدرات التابع لمنظمة الصحة العالمية بـ 70 ألف مدمن، والأعداد بازدياد بشكل مخيف، ومن خلال بحث قمت به شخصيا لأحد البرامج اطلعت على حالات مؤسفة ومؤلمة يندى لها الجبين، لا أستطيع أن أسرد تفاصيلها، ولكنني ألخصها بأنني وجدت هناك أسرا محترمة تفككت وعوائل كانت ملتزمة انهارت، والمسؤولون في الدولة ووسائل الإعلام الرسمية بين فترة وأخرى يقيمون حملة لمدة يومين أو ثلاثة تحت عنوان «لا للمخدرات» يحضرها وزير وترعى الحدث إحدى الشركات للدعاية الإعلامية، توزع الشهادات والدروع ثم تنطفئ الأضواء وتسدل الستائر وكأن شيئا لم يكن، أصبح تداول المخدرات وكأنه أمر طبيعي، نقرأ خبر القبض على متعاطين وعصابة تجار المخدرات وكأننا نقرأ خبر الحوادث اليومية للمرور، إنها كارثة وطامة كبرى حلت بنا.
يجب أن تلتفت الحكومة إلى الموضوع وتعطيه جدية أكثر، إن هذا الموضوع يهدد الأمن القومي للكويت، الشباب عماد المستقبل يدمر والأسر تتفكك، هناك العديد من الجهات الحكومية والتطوعية تحت مسمى يوحي بأن لها علاقة بعلاج المخدرات، لا ننكر جهودهم ولكنها غير كافية، والدليل أن الوباء مازال ينتشر، يجب أن تستمر الحملات الإعلامية الإرشادية لتوعية الأسر قبل الشباب، ويجب التركيز على الوقاية، «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، تصوروا أن طفلا عمره 12 سنة يتعاطى حبوبا وكشفت التحقيقات ان سبب الإدمان أنه شاهد إحدى المسلسلات التي جاءت في إحدى لقطاتها مشاهد ان الابن بعد أن ضربه والده ذهب وتعاطى المخدرات، فأعجب الطفل بالفكرة وبدأ التعاطي، يجب على وزارة الإعلام عدم إجازة أي نصوص درامية تتكلم عن الإدمان وتصوره كأنه روتين طبيعي في حياة الأسر الكويتية، إن تصريح أحد المسؤولين في وزارة الداخلية بأن أعداد الطلبة مدمني المخدرات يتعدى حاجز العشرين ألفا يجب ألا يمر مرور الكرام، على الإخوة في مجلس الأمة القادم محاولة وضع الحلول اللازمة لحل هذه الكارثة وترك خلافاتهم ومصالحهم الشخصية جانبا وتقديم مصلحة الكويت وشبابها على كل شيء، يجب على وزارة التربية أن تدرس مدى قانونية إنشاء إدارة لمكافحة المخدرات يجوب موظفوها المدارس والكليات وتكون لهم مكاتب فيها، لتضييق الفرص على المتعاطين وتكون لهم سلطة الضبطية والتحقيق عند الاشتباه بأي شخص، يحب أن يكون هناك حزم في التعامل مع مثل هذه القضية، ..وللحديث بقية.
[email protected]