وكيل وزارة الشؤون الأسبق المغفور له بإذن الله عبدالرحمن المزروعي كان رائدا للعمل الاجتماعي، فلو استعرضنا الأنشطة الاجتماعية في البلاد نجد أنها كلها تمت بجهد المزروعي ذلك الإنسان الذي كرس جل حياته وجهده لإنشاء العديد من المؤسسات الاجتماعية والرياضية.. في البداية كان مسؤولا عن نشاط الشباب والرياضة، فهو الذي أنشأ مراكز الشباب التي كانت رافدة للأندية الرياضية، فمعظم اللاعبين البارزين تم إعدادهم في هذه المراكز ومنهم فاروق إبراهيم وجاسم يعقوب وسلطان يعقوب، فقد تم إعدادهم من مركز شباب الفيحاء وهناك لاعبون تخرجوا من مركز شباب القادسية وهم أبرز لاعبي النادي العربي وكذلك مركز شباب الدعية أيضا كان له دور بتخريج عدد من اللاعبين الذين كانوا من أبرز لاعبي نادي اليرموك.
ثم تولى المزروعي النشاط الاجتماعي حيث تبنى تأسيس الجمعيات التعاونية وهي منتشرة اليوم في كل المناطق.
كذلك اهتم بالنشاط الكشفي الذي أسنده إلى سليمان الأشواك.. في الحقيقة لو أردنا استعراض العديد من النشاط الاجتماعي التي أشرف وتبناها الراحل الكبير عبدالرحمن المزروعي لوجدناها كثيرة..
وعندما تولى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كان مكتبه مفتوحا لكل مواطن فهو اعتاد على استقبال أي مواطن دون النظر إلى عائلته أو انتمائه لأي جهة، كان يعامل كل الكويتيين سواسية.. وأحيانا أشاهده يحاول أن يساعد بعض المراجعين في استعجال انجاز ما يحتاجه من الوزارة، المزروعي كان قمة التواضع والوطنية.. لم يتغير بعد أن تولى الوكالة بالوزارة بل ظل يواصل نشاطه وتجواله وتردده على المنشآت الاجتماعية التي أنشئت بجهده ومنها المقاهي الشعبية.
وساعد كثيرا في طلبات جمعية الصحافيين فقد كنت أمينا للسر وأحرص أن أحمل مخاطبات الجمعية للوزارة فكان خير من يساعد بدعم نشاط جمعية الصحافيين.
وعندما توليت رئاسة جمعية قرطبة التعاونية فقد ساعد في دفع انجاز منشآت جمعية قرطبة التعاونية، وكان حريصا على أن تواصل جمعية قرطبة في بداية إنشائها لإنجاز كل متطلبات تأسيس الجمعية وبعده تولى المسؤولية الأخ محمد الكندري الذي استمر فيما كان يقوم به الراحل الكبير المزروعي.
وعندما بلغت سنوات خدمته ثلاثين سنة وأنه لابد أن يتقاعد إلا أن صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد أمره بأن يبقى في الوزارة حتى يواصل جهده وعمله في إنشاء العديد من المنشآت الاجتماعية والرياضية.. هذا هو عبدالرحمن المزروعي الذي رحل إلى رحاب المولى القدير، فهو إن رحل بجسده إلا أن فكره وعمله سيظل شاهدا على ما قدمه لوطنه، كل هذه المنشآت الاجتماعية والرياضية ستكون شاهدا على إنجازاته الكبيرة.
ولا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.
من أقوال سمو أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد: «سوف يكون للشباب النصيب الأكبر من عنايتنا واهتمامنا فكويت الغد هي كويت الشباب رجالا ونساء تنبض عروقها الفتية بدم الشباب وتنطلق إلى المستقبل الزاهر بعزيمة الشباب وخطاه الواثقة».